أخبار

كيف نشرح رعب الإرهاب الى اطفالنا؟

 

لندن- خاص

كتبت سالي بيك مقالا مهما في صحيفة الديلي تلغراف الصادرة اليوم بعنوان: كيف نشرح رعب الإرهاب الى أطفالنا؟ جاء فيه: 

 

 

هناك إغراء مستمر لحماية أطفالنا من الأخبار السيئة، ولكن في بعض الأحيان، ولا سيما مع أعمال الإرهاب، لا يمكننا تجنب الأخبار السيئة، فهي على شاشة التلفزيون وعلى وسائل الاعلام الاجتماعية وهي في أذهاننا.

وقد نصح خبراء من الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين بأن الآباء يجب أن يكونوا صادقين مع أطفالهم حول الهجمات الإرهابية، وقالت الدكتورة برنادكا دوبيكا، رئيسة الكلية: "لن تستطيع ان تخفي على طفلك من ما قد يكون متداولا على التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي، سوف يعلمون حتما عن ذلك من أصدقائهم، لذلك فمن الأفضل أن نكون صادقين معهم حول ما حدث.

ولكن كيف تستطيع ان تشرح لطفل صغير أن 13 شخصا قد قتلوا في هجوم سيارة في برشلونة مثلا؟

تقدم جيما ألين، وهي مستشارة كبيرة في شؤون المفجوعين لدى مؤسسة ونستونز  ويش، وهي مؤسسة خيرية تعنى برعاية الأطفال المفجومين في بريطانيا، النصائح التالية للتحدث مع الأطفال حول الهجمات الإرهابية.

اولا. اللغة

بالنسبة للأطفال من جميع الأعمار، فإن أهم شيء هو طمأنتهم بأنهم آمنون، لا تدخل في السياق السياسي مع الأطفال في سن الدراسة، ربما يجوز ذلك مع الأطفال الأكبر سنا، ولكن الأهمية القصوى لدى أي عمر هو تقديم الطمأنينة والقول لهم أنهم آمنون.

بالنسبة لأطفال ما قبل المدرسة، لا تستخدم لغة عامة من غير تحديد فلا تقل "هذا الشخص ذهب للنوم" أو "لقد فقدنا هذا الشخص" لأن ذلك قد يثير الخوف والقلق لديه،  كن دقيقا ومراعيا لتأثير لغتك.

ثانيا. العمر

في مرحلة ما قبل المدرسة، فكر في مقدار التعرض الذي تعرضوا له، ربما كانوا قد سمعوا الأخبار، لذلك يمكن أن تكون المحادثة قصيرة جدا: وتتمثل في الاقرار بما حدث، والقول إن الكثير من الناس قد ماتوا نتيجة حادث سيء ، ويمكنك أن تقول أننا لا نعرف ما الذي حدث على وجه التحديد.

بصفتك الوالد أو المعلم أو مقدم الرعاية، فإن أهم جزء هو تقديم الطمأنينة يمكن أن تقول: هذا أمر غير عادي جدا، وهناك الكثير من عمليات التحقق من السلامة المعمول بها لحمايتنا.

استخدم اللغة المناسبة لعمر الطفل، وومعرفة ما يفهمه طفلك: هل يعرفون حقا ما معنى "موت"؟ فعادة ما لا يفهم الأطفال أن الموت دائم حتى سن الخامسة أو السادسة.

مع المدرسة الابتدائية، فإن الغالبية قد فهم ما يعنيه "الموت". لذلك قد يمكنك إضافة تفاصيل اخرى مثل الجلوس معا ومشاهدة نشرة الأخبار.

ثالثا الجناة

يجب أن تتحدث عن عمل سيء أو سلوك  سيء وتجنب القول ان بعض الناس سيئة.

مع الأطفال، يجب أن تكون حذرا حول اللغة: فالناس ليست سيئة، انها أفعال سيئة قد ارتكبوها، وهذا يساعد على منع القلق لدى الأطفال، وزيادة مخاوفه ان "الناس السيئة" قد يصلون اليه.

رابعا. الوسائط الاجتماعية

سيتلقى الأطفال في سن المدرسة الثانوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخبار عن الهجمات الارهابية بالفعل،فيجب تذكيرهم بأن بعض الأشياء التي قرأوها هناك قد تكون غير صحيحة، أجري محادثة مع طفلك حول ما يعتقد أنه حدث، تحدث عن الصور التي شاهدها، يمكن أن تكون الصور أقوى من الكلمات.

إذا رأى طفلك صورة، ولم يتحدث عنها مع شخص يثق به، فإنه سيعتقد أن هذه الصور شيئا كبيرا بحيث لا يمكن التعامل معه، بالتأكيد أنت لا تريد أن يبدأ الطفل في تخيل أن شخصا قد يأتي لأذيته.

خامسا. السلام

عندما تحدثت مع أطفالي، الذين هم في سن التعليم الابتدائي وما قبل المدرسة، عن الهجمات الإرهابية السابقة، حاولت تحويل تركيزها نحو التمييز بين الناس الذين يقومون بالافعال السيئة ، والناس في جميع أنحاء العالم الذين يحاولون الحفاظ على الامن والسلام.

سادسا. التحصين

حاول ان تحصن طفلك من ردود فعل سياسية معينة من قبل السياسيين ، على سبيل المثال، قال جيب بوش إن الإرهابيين في باريس يقومون "بمحاولة منظمة لتدمير الحضارة الغربية"،هذه  الهستيريا هي بالضبط ما يريده الارهابيون ان يحققوه من أعمالهم، وهذا هو بالضبط ما يتعين على الآباء والأمهات ان يحصنوا ابناءهم منه.

وبدلا من ذلك، نحتاج إلى نشر مفهوم: أن غالبية العالم يريد السلام.

وكما قال مستر روجز، مضيف تلفزيون الأطفال وأحد  أبطال طفولتي: كلما كان هناك كارثة، كان هناك من يقدمون العون والمساعدة، ان من يقدمون المساعدة يثبتون دائما أن هناك أمل .

 

زر الذهاب إلى الأعلى