موضوعات رئيسيةهنا السويد

هل باتت السويد بعيدة من الانضمام إلى الناتو؟

رأت الأكاديمية البارزة في معهد المشروع الأمريكي إليزابيث براو أن طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدا كإجراء شكلي.
 ظهر أن لا شيء قادراً على وقف الجارتين الشماليتين عن الانضمام إلى الحلف حتى أنهما وُعدتا بمسار سريع للحصول على العضوية. لكن بعد ذلك، شرعت تركيا تعرقل طلب الدولتين بسبب مخاوفها من دعمهما للأكراد وخصوصاً السويد. ونظمت أحزاب المعارضة في السويد تصويتاً لحجب الثقة عن وزير عدل متخبط. في تحول ملحوظ للأحداث، تسبب ذلك في تقديم رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون تنازلات لنائبة كردية في البرلمان.

اعتراض تركيا الأساسي
كتبت براو في موقع “ديفنس وان” أنه قبل تقديم طلبي الانضمام إلى الناتو، استطلعت السويد وفنلندا آراء أعضاء الحلف لكن لم يعترض أحد. عندها تقدمتا بالطلبين فصدتهما تركيا. في حديث إلى أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ الشهر الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه “ما لم تظهر السويد وفنلندا بشكل واضح أنهما ستتضامنان مع تركيا بشأن قضايا أساسية، خصوصاً في الصراع ضد الإرهاب فلن نتعامل مع عضوية هاتين الدولتين في الناتو بشكل إيجابي”.

يبدو أن خلاف الرئيس التركي يتعلق بشكل غالب بالسويد التي استضافت لوقت طويل لاجئين أكراداً وبعضهم من المقاتلين. أمينه كاكاباوه، مقاتلة سابقة في البشمركة، هي حتى عضو في البرلمان السويدي. يريد أردوغان قطع السويد علاقاتها مع المجموعات الكردية وإنهاء حظر صادرات الأسلحة إلى تركيا.

سجل كئيب
مورغان يوهانسون هو سياسي مخضرم من الحزب الديموقراطي الاجتماعي ووزير للعدل والداخلية في حكومة الأقلية برئاسة أندرسون. يتمتع يوهانسون بسجل كئيب. خلال ولايته، انتشرت موجة عنف مسلح على امتداد البلاد شنت غالبيتها عصابات إجرامية.
خلال السنة الماضية، كانت السويد من ضمن أكثر دول الاتحاد الأوروبي دموية حين يتعلق الأمر بالعنف المسلح، مع أربعة قتلى بحوادث إطلاق النار بين كل مليون نسمة بالمقارنة مع معدل 1.5 في دول الاتحاد. ومنذ ذلك الوقت، تدهورت الأوضاع أكثر. وفي 2 يونيو (حزيران) انتقدت اللجنة البرلمانية المكلفة بالتدقيق في أعمال الحكومة بوهانسون بالإجماع بسبب التعتيم. طلبت المعارضة طرح الثقة به في البرلمان.

وعود
تابعت براو أنه بدلاً من التعامل مع الخطوة البرلمانية كفرصة مرحب بها لإقالة وزير فاشل، تمسكت أندرسون بيوهانسون، وكما هي الحال مع جميع القرارات البرلمانية، كانت حكومتها بحاجة لكل الأصوات التي تمكنت من جمعها حين تولت منصبها. كان صوت كاكاباوه هو الأكثر حسماً لأنّه أعطى الحكومة غالبية دعم بفارق صوت واحد في البرلمان. واتهمت كاكاباوه أندرسون بالاستسلام لمطالب تركيا في ما يخص الانضمام إلى الناتو. كانت بحاجة للاسترضاء وهذا ما حصل على ما يبدو.

صوتت كاكاباوه مع الحكومة، وقالت بعدها للإعلام السويدي إن الحكومة قدمت لها وعوداً بشأن الأكراد. وأشار الإعلام السويدي إلى أن هذه الوعود تتصادم مع مطالب أردوغان. وفي حال ظنت أندرسون أنه يمكنها خداع كاكاباوه، أعلنت الأخيرة بعد التصويت أنها ستصوت ضد الموازنة في وقت لاحق من هذا الشهر إذا لم تتم تلبية مطالبها.

قريب من الخروج عن المسار
أضافت براو أن أندرسون أنقذت يوهانسون حتى ولو عنى ذلك تعريض العضوية الأطلسية للخطر. أردوغان رجل صعب المراس وتركيا كانت دوماً عضواً مراوغاً في الحلف، لكنها كعضو أطلسي تتمتع بحق رفض من لا يعجبها من طالبي الانضمام إلى الحلف. لو أعربت أندرسون عن استعدادها للتسوية فمن المرجح أن أردوغان كان سيعمد إلى تليين موقفه تجاه السويد. الآن، ومع وقوع أندرسون وحكومتها تحت رحمة كاكاباوه، من غير المرجح إلى حد بعيد أن يفعل ذلك. طلب السويد الانضمام إلى الناتو قريب من الخروج عن مساره وفقاً للباحثة. يضع هذا فنلندا في موقف صعب.

أين الصعوية؟
بقيت الدولتان لفترة طويلة خارج الناتو معاً وكان من الواضح دوماً أنهما لو كانتا ستتقدمان بطلب الانضمام فستفعلان ذلك معاً. في مايو (أيار)، بعد عملية دراسة منسقة، تقدمتا بالطلبين في آن. اليوم، لن يكون مفاجئاً إذا انزعجت فنلندا من الانتظار. وقد تقرر تركيا ترك فنلندا تدخل الناتو وإبقاء السويد خارجه. بالطبع، تبقى السويد مقدم طلب جذاباً للغاية وما من شك في أنها ستشكل رصيداً كبيراً للناتو حين تنضم. لن يحصل ذلك هذا الصيف وقد لا يتم في وقت انضمام فنلندا. من الواضح أن المذنب هو تركيا، لكن أندرسون كرئيسة وزراء مبتدئة من دون خبرة في السياسة الأمنية أو الخارجية أساءت بوضوح إدارة قضية طرح الثقة بيوهانسون. نتيجة لذلك، سيعاني الأمن القومي السويدي في وقت حساس للغاية.

نقاط غير مهمة
وفقاً للكاتبة، لا يهم أن البنتاغون أرسل السفينة الهجومية البرمائية يو أس أس كيرسارج كما رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي إلى ستوكهولم في وقت سابق من هذا الشهر. ولا يهم أيضاً أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدداً من الدول الأطلسية بما فيها ألمانيا أعطت السويد وفنلندا ضمانات أمنية. العضوية في حلف شمال الأطلسي أمر مختلف، وهي تبدو اليوم بشكل محزن أبعد احتمالاً. على الأقل بالنسبة إلى السويد.

24

زر الذهاب إلى الأعلى