هنا اوروبا

فرنسا: حفلة شواء وأجواء احتفالية بعيد الأضحى في مركز جمعية “الإعانة الإسلامية”

استقبلت جمعية "الإعانة الإسلامية" الجمعة في ضواحي باريس، عشرات المهاجرين للاحتفال بعيد الأضحى لمحاولة إعادة إحياء أجواء العيد للمهاجرين الذين يعيشون هذه المناسبة بعيدا عن بلدهم وعائلتهم.

 

 

يبدأ عشرات المهاجرين حوالي الساعة الثانية عشر ظهرا بالتوافد إلى ساحة مقر جمعية الاعانة الاسلامية   في بلدة ماسي، أحد ضواحي باريس للاحتفال  بعيد الاضحى.

وبينما تقوم أحد العاملات في الجمعية بتنظيم المكان وترتيب مائدة الطعام التي تتسع لنحو 150 شخص، يعمل متطوعون ومهاجرون على تحضير مستلزمات حفلة الشواء.

وتجلس إلزا برفقة زوجها وبناتها حول مائدة الطعام، بينما يقوم أحمد بالتحضير لشواء اللحم "إنها وجبة العيد، وسنحتفل بهذه المناسبة رغم أننا لسنا في وطننا بين أهلنا وأحبتنا"، يوضح لمهاجرنيوز المهاجر العراقي الذي يقيم في المركز منذ بضعة أشهر بانتظار انتهاء إجراءات اللجوء، ثم يعود مسرعا لينشغل بوضع الفحم وإشعال نار الشواء.

 

 

 

         مهاجر عراقي أثناء تحضير الشواء في مقر جمعية "الإعانة الإسلامية"/مهاجرنيوز

 

 

 

وبعد دقائق قليلة، تنتشر رائحة اللحم في المكان حيث يجتمع المهاجرون المقيمون في مركز الإيواء مع باقي الأشخاص المستفيدين من خدمات الجمعية (يضم مقر الجمعية، إضافة إلى مركز إيواء المهاجرين، مركزا لاستقبال الأشخاص المشردين والذين ليس لديهم أوراق إقامة نظامية، إضافة إلى مركز مخصص لاستقبال النساء).

أما بالنسبة لإلزا التي فرّت من بلدها ألبانيا وحصلت على حق اللجوء في  فرنسا مؤخرا، فما زالت تحاول الحفاظ على تقاليد العيد "قمت بشراء الملابس الجديدة لابنتي وذهبنا لمعايدة بعض الأصدقاء هنا. واليوم نتشارك وجبة الطعام مع باقي المهاجرين في أجواء احتفالية".

لكن الوضع يبدو أكثر صعوبة بالنسبة لأحمد الذي ترك عائلته وأطفاله في الكويت، نظرا "لعدم امتلاكنا لحقوق لأننا من فئة ‘البدون’، فهربت إلى تركيا ثم اليونان وبعدها عبرت طريق البلقان. واليوم، هاتفي المحمول كان وسيلتي الوحيدة لمشاركة العيد مع أطفالي الأربعة". [البدون: فئة من سكان الكويت لا تحمل جنسية أي دولة ولا تعترف بهم الحكومة الكويتية].

 

 

           أحمد، لاجئ من "البدون" في الكويت يقيم في مركز الجمعية في ماسي/مهاجرنيوز

 

 

 

وتطل ساحة الاحتفال على مركز إيواء للمهاجرين افتتحته الجمعية في حزيران/يونيو عام 2015، بعد أن فككت السلطات الفرنسية المخيمات العشوائية، وتوضح سميرة علاوي مسؤولة التواصل في الجمعية "لم نكن فعلا جاهزين لاستقبال المهاجرين. وفي البداية، الوضع كان في غاية التعقيد فهذا المركز كان عبارة عن مخزن، لكن قمنا بتهيئته بشكل عاجل لأنها كانت حالة طارئة ولم يمتلك المهاجرون مكانا للنوم".

ويعيش حاليا في المركز حوالي 70 مهاجرا ينحدر معظمهم من أفغانستان إضافة إلى  السودان والعراق ودول أفريقيا.

وفيما يتعلق بالحياة اليومية، يقول أحمد لمهاجرنيوز "الوضع مقبول هنا والعاملون في الجمعية يتعاملون معنا بشكل عام بلطف. لكن بالطبع الوضع ليس مثاليا ففي الغرفة الواحدة ينام أربعة أشخاص".

 

 

        غرفة في مركز إيواء المهاجرين التابع لجمعية الإعانة الإسلامية/مهاجرنيوز

 

 

 

وعند مدخل المركز، وضع العاملون في الجمعية إعلان حول تنظيم مباراة لكرة القدم، ويشير فاليلو سامب المسؤول عن النشاطات الاجتماعية والثقافية في المركز "نعمل دائما على تنظيم نشاطات رياضية، وحاليا نقوم بتنظيم مباريات كرة قدم ويتدرب فريق اللاجئين لمنافسة فرق أخرى تضم عاملين من الجمعية أو مهاجرين من مراكز أخرى، كما نقوم بتنظيم نشاطات مختلفة ومؤخرا قمنا بتنظيم ورشات عمل فنية".

ويتابع سامب "نحرص على تحسين اللغة الفرنسية للمهاجرين. وفي هذه الصالة، كان أحد المهاجرين المقيمين في المركز يقوم بإعطاء دروس لغة لأنه كان يعمل في بلده الأم كمدرس لغة فرنسية ولديه خبرة سابقة في التعليم. ونحاول دائما تنظيم مبادرات مماثلة من قبل متطوعين أو عاملين في الجمعية".

 

 

      SIF  صالة تعليم اللغة الفرنسية في جمعية SIF / مهاجرنيوز

 

 

 

تأسست جمعية "الإعانة الإسلامية" في فرنسا عام 1991، وهي منظمة غير حكومية تنشط في مجال العمل الإنساني والتنموي في فرنسا والعالم. وتتدخل في حالات الأزمات أو الكوارث الطبيعية، وتتواجد حاليا في 15 دولة.

ملاحظة: يجب الاتصال على الرقم 115 في حال ليس لديكم مأوى. لا يمكنكم الذهاب مباشرة إلى مقر الجمعية، فالاستقبال في هذا المركز يتم بإرشاد من الجهات المعنية بتوفير سكن. ويمكن التواصل مع جمعية "الإعانة الإسلامية" على الرقم التالي: +33 1 60 14 14 14

 

 

 

 

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى