كشف المستور

كيف يجني الجهاديون الأموال من تهريب البشر في ليبيا؟

أكد رئيس مكتب التحقيقات لدى مكتب النائب العام الليبي وجود علاقة بين مهربي البشر والجهاديين، دون أن يحدد طبيعة هذه العلاقة. ويذكر مراقبون أن الجهاديين الذين يسيطرون على الجنوب الليبي يفرضون إتاوات على المهربين لعبور المناطق التي يسيطرون عليها.

 

كشف  الصديق السور، رئيس لجنة التحقيق لدى مكتب النائب العام الليبي، عن وجود رابط بين مهربي البشر والجهاديين، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف أن الجهاديين يستفيدون من شبكة المهربين للانتقال من بلد إلى آخر واللجوء إليه في بعض الأحيان لتلقي العلاج.

ودخلت ليبيا في دوامة من العنف منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، الذي كان يحكم البلاد بيد من حديد، قبل أن تتحول إلى بؤرة للهجرة غير الشرعية، حيث استغل المهربون هذا الوضع للاغتناء على ظهر المهاجرين، ما نجم عنه العديد من المآسي سواء على الأراضي الليبية وفي عرض البحر.

وجاءت تصريحات السور في سياق إعلانه عن إصدار 205 مذكرة توقيف بحق مهربين للبشر ومتورطين في حالات تعذيب وقتل واغتصاب في ليبيا، لافتا إلى أن مسؤولين عن مخيمات لإيواء المهاجرين وعاملين في سفارات أفريقية، دون أن يسميها، متورطون بدورهم في الهجرة غير الشرعية.

جهاديون يجنون الأموال من تهريب البشر

وسيطرت الجماعات الجهادية على الجنوب الليبي، ما سمح لها بوضع أهم المحاور الطرقية التي يعبرها المهربون تحت مراقبتها. وبالنسبة للناشط الحقوقي الليبي أحمد حمزة، "هذه السيطرة على المنطقة مكنتها من جني أموال كبيرة من أنشطة التهريب باختلاف أشكالها، بما فيها تهريب البشر".

"الجنوب الليبي أصبح ملغما والكثير من الجماعات تتقاسمه، حيث صارت سيدة المنطقة"، يستطرد حمزة، قبل أن يضيف "لقد حذرنا من ذلك باستمرار". وتجني هذه الجماعات، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية، أموالا عن طريق فرض إتاوات على المهربين لعبور المناطق التي يسيطرون عليها.

"هم الجهاديين الوحيد هو جمع المال، ولا يركزون على ما ينقله المهربون"، يؤكد وسيم نصر الصحافي في فرانس24 المختص في الحركات الجهادية، في تصريح لمهاجر نيوز. والتهريب لا يقتصر على البشر، وإنما يمكن أن تكون بضاعة تجارية مهربة "وقود، سجائر، مخدرات".

سيطرة على الجنوب أمام عجز حكومي

وعجزت حكومة الوفاق الليبي برئاسة السراج حتى الآن في التصدي للجماعات الجهادية التي تسيطر على الجنوب الليبي، وأرجع حمزة ذلك إلى ضعف إمكانياتها العسكرية، وأشار في الوقت نفسه إلى أن "قوات حفتر تعد لعملية عسكرية في المنطقة"، وهي قوات تتنازع على السلطة مع طرابلس.

وتركزت أنظار العالم على وضعية المهاجرين في ليبيا قبل أشهر بعد بث فيديو صادم من قبل قناة سي أن أن الأمريكية، يظهر تعرض بعضهم للبيع كالعبيد. وقال رئيس مكتب التحقيقات لدى مكتب النيابة العامة الليبية إن التحقيقات لاتزال متواصلة بخصوصه. وتعرضت طرابلس للكثير من الضغوط الإقليمية والدولية لأجل التحري عن هذه الواقعة وإحالة الجناة إلى القضاء.

وكان تقرير نشر في 2015 من قبل موقع قناة بي بي سي جاء فيه أن مهربين أفادوا أنهم يدفعون 50 بالمئة مما يجنوه من الإتجار في البشر لحساب تنظيم الدولة الإسلامية. وفي إطار تبادل المصالح بين الجانبين، أعلن السور أن الجهاديين يستعينون بالمهربين في التنقل.

 

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى