ترامب في قمة الرياض: خطاب معتدل ولهجة تصالحية مع الإسلام
خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته واستخدم لهجة تصالحية تجاه الإسلام. كما غير تناوله لما كان يصفه في السابق بـ "الإرهاب الإسلامي". هذا التحول جاء في خطابه الذي ألقاه أمام قادة العالم الإسلامي المجتمعين في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض الأحد (21 أيار/ مايو 2017).
ففي كلمته، التي تم إعدادها بعناية لكسب تأييد قادة العالم الإسلامي لجهود مكافحة الإرهاب، أسقط ترامب عن قصد مصطلح "الإرهاب الإسلامي الراديكالي"، رغم أنه استخدمه في خطاب تنصيبه في كانون الثاني/يناير الماضي وكذلك في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس بعد شهر من تنصيبه.
وعلى الفور رحب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بذلك التحول في نغمة ترامب، لكنه قال إن تصرفاته رسمت صورة مختلفة.
وقال المدير التنفيذي للمجلس، نهاد عوض: "نرحب باعتراف الرئيس ترامب بالإسلام كأحد الأديان الكبرى في العالم، لكن هذا الاعتراف لا يمحو سنوات من العداء الموثق بشكل جيد للإسلام".
وأضاف: "ينبغي على الرئيس أيضا أن يعترف بالإسهامات التي يقدمها المسلمون الأمريكيون والتي قدموها على مدار أجيال من أجل صالح أمتنا".
وكان ترامب قد انتقد مرارا الرئيس السابق باراك اوباما ومنافسته في حملة الرئاسة 2016 هيلاري كلينتون لعدم قولهما تلك العبارة، وخاصة بعد المذبحة التي وقعت في ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو في ولية فلوريدا.
وقد ذهب ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث دعا أوباما إلى "التنحي" لعدم استخدامه تلك الكلمات بعد الهجوم الذي خلف 50 قتيلا بينهم المهاجم.
وكثيرا ما اقتحم ترامب تلك النقطة ووقع تحت طائلة النقد بسبب تصريحات تدعو إلى حظر دخول المسلمين إلى البلاد. إلا أن اختياره للمملكة العربية السعودية لأول زيارة خارجية له قد جعل الرئيس يتخذ نهجا أكثر تصالحية عندما يتواصل مع القادة المسلمين. وقال مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر إن ترامب يشارك في هذه القمة لكي يستمع ويعرف.
وقال ماكماستر في مقابلة مع "اي بي سي نيوز" إن "الرئيس يطرح أسئلة ويستمع ويعرف وبالطبع سيصف الرئيس الأمر كما يريد تسميته". ويضيف ماكماستر عن الإرهابيين: "إنهم أعداء لكل الحضارات، إن ما يرغبون فيه هو أن اتخاذ هذا الفكرة الزائفة لحرب دينية كستار لتصرفهم الإجرامي".
(د ب أ)