نهاية الخلافة لا تعني نهاية داعش.. الضربات ستستمر
مع زوال خلافة داعش، وهروب فلول مقاتليه إلى مناطق صحراوية نائية نحو غرب العراق وشرق سوريا، طرح خبراء سؤالاً عن كيفية محاربة التنظيم، والرد على هجمات محتملة.
اول كريشناديف كالامور، محرر بارز لدى مجلة "ذا أتلانيتك" الأمريكية، ومؤلف كتاب "جريمة قتل في مومبي" الإجابة على السؤال مشيراً إلى تغريدة للرئيس الأمريكي ترامب، يوم الجمعة الأخيرة، كتب فيها: "وجه الجيش الأمريكي ضربة أقسى لداعش خلال اليومين الأخيرين"، ولذلك ادعى مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الأخير في نيويورك، والذي أدى لمقتل ثمانية أشخاص.
وهدد ترامب بأنهم "سيدفعون ثمناً كبيراً لكل هجوم يصيبنا".
ويشير المحرر لتزامن تغريدة ترامب مع استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة دير الزور، والتي شكل موقعها القريب من الحدود العراقية، وحقول النفط المحيطة بها، رصيداً استراتيجياً لداعش. ويخوض التنظيم حالياً معركة بقاء، بعدما تمكن في عام 2014، من الاستيلاء على منطقة مجاورة في العراق وسوريا تساوي مساحتها ولاية تينيسي، أو كوريا الجنوبية. فقد خسر داعش الرقة، عاصمة خلافته المزعومة في سوريا، والموصل، ثانية كبرى مدن العراق، والحويجة، المدينة العراقية التي سيطر عليها طوال ثلاث سنوات.
مؤشرات ضعيفة
ولكن، بحسب الكاتب، ما لم يفقده التنظيم بعد، هو قدرته على إلهام أنصاره حول العالم لارتكاب أعمال إرهابية. وعندما كان في أوج قوته، نفذ التنظيم هجمات كبرى في فرنسا وبلجيكا، وفي مناطق أخرى. وما زالت الهجمات تتوالى، وإن بوتيرة أقل، ولكن عدداً منها يحمل مؤشرات ضعيفة على تنفيذها عبر "تعليمات مباشرة من داعش"، بل عبر إلهام مهاجمين لقتل مدنيين.
فقد ادعى سيف الله سايبوف، الذي دخل الولايات المتحدة، في عام 2010، عبر نظام الفيزا بالقرعة، بأنه عندما قتل بواسطة شاحنته ثمانية مشاة، كان يعمل لصالح داعش. وادعى الأمر نفسه مهاجم نفذ جريمة مشابهة في مدينة برشلونة الإسبانية. كما استخدم نفس التكتيك مهاجم دهس مشاة في وسط لندن.
الإيديولوجيا
وبعد تكرار استخدام داعش شاحنات كوسيلة لتنفيذ هجمات باعتبارها وسائل رخيصة، رأى كالامور أن اندحار التنظيم في سوريا والعراق لا يعني أن إيديولوجيته زالت.
وفي مارس(آذار) 2016، كتب بيتر بينارت في "ذا أتلانتيك" أن هجمات داعش في الغرب لم تبدأ إلا بعدما استهدفت الولايات المتحدة مراكز التنظيم وقواته في أغسطس(آب) 2014، من أجل حماية أبناء الطائفة الإيزيدية.
ويقول الكاتب إن بينارت لم يعارض تدخلاً عسكرياً أمريكياً لصالح قضايا إنسانية، ولكنه أشار إلى أنه "كلما كثفت أمريكا حربها ضد داعش، كلما حاول التنظيم استهداف أمريكيين".
ويقول الكاتب إن ذلك يعيدنا إلى تعهد ترامب أن "داعش سيدفع ثمناً كبيراً كلما هاجمنا". ومع بقاء القليل من الأهداف التابعة لداعش، ليس معروفاً بعد ما الذي ستقوم به أمريكا وحلفاؤها في الغرب لوقف قدرة التنظيم على إلهام أشخاص في الغرب، وفي كل مكان، عبر الانترنت.
ويشير كالامور لاحتمال تواصل الضربات الجوية الأمريكية والغربية في كل مكان ينتشر فيه داعش وأفرع تابعة له، ولكن هجوماً واحداً لا يتطلب سوى إرهابياً واحداً، يلهمه التنظيم كي يقود شاحنته وسط ساحات وشوارع تعج بالناس.
من هنا يدعو الكاتب لتشديد الرقابة على وسائل إلكترونية يستخدمها التنظيم وأنصاره لنشر أفكارهم، ولرسم خطط إرهابية لقتل مدنيين أبرياء.