تدوينات مختارة
د. حسين الدايك : دولة الاحواز.. 92 عاماً من الاحتلال
لقد كانت دولة الاحواز العربية حاضرة عبر تاريخ العرب منذ القدم ، وذكرت في كتاباتهم القديمة في العديد من المواقف والاحداث الهامة عبر التاريخ ، وتعتبر دولة الاحواز ذات اهمية استراتيجية في وقوعها على طول الخليج العربي وامتداها الاقليمي لحدود الهند وايران والعراق اضافة الى انها تقع على بحر من الثروات الطبيعية كالنفط والغاز ، والاهم من ذلك انها تحتوي على اراض زراعية خصبة . هذا التميز الذي تتمتع به دولة الاحواز العربية جعلها على مر التاريخ مطمعا للغزاة والمحتلين ، ولن نطيل في الحديث عبر التاريخ عن دولة الاحواز في هذا المقال ، ولكننا سوف نركز على الفترة الت جاءت بعد منح بريطاني الاحواز لايران في العام 1925م ، وقام الجيش الايراني باحتلال الاحواز بالقوة واخضاعها واحتلال مدينة المحمرة عاصمة الاقليم ، وبذلك تم انهاء حكم الدولة الكعبية التي تاسست عام 1724 – وبقيت حتى عام 1925م . وبعد هذا الاحتلال الايراني لدولة الاحواز عملت ايران على تغيير الطابع السكاني الديمغرافي العربي لدولة الاحواز ، وقامت بجلب الالاف من الايرانيين واسكانهم في الاحواز ، واستولت على كافة المرافق الحيوية الهامة والاراضي وصادرتها من اصحابها ، واصبحت الاحواز تمثل ما مجموعه 80% من الصادارت في ايران ، وتشكل موردا اقتصاديا حيويا لايران . اما عن الموقف العربي من احتلال الاحواز فهو في كل حالاته كان صامتا ومحايدا اذا استثنينا موقف العراق في عهد الرئيس صدام حسين ، فقد كانت الاحواز الممتدة على طول الخليج العربي منذ معركة القادسية بين العرب والفرس تتبع ولاية البصرة العراقية ، وبعد هذا التقديم لا بد لنا ان نتحدث عن الواضع السياسي لهذه الدولة المحتلة ، فهي تقع تحت الاحتلال المباشر من ايران ، وهي قضية العرب المنسية . وقد بدات تطرح بعض القضايا من جديد في الشارع العربي وفي الاعلام العربي ، وخاصة عضوية دولة الاحواز في جامعة الدول العربية ، فلماذا لا تكون الاحواز عضو في جامعة الدول العربية ؟؟؟ ولماذا لا تقوم الدول العربية وخاصة دول الخليج العربية باحتضان المعارضة الاحوازية المقيمة في الشتات لتكون لها مكاتب في العواصم العربية ؟؟؟ ولماذا تبقى قضية الاحواز قضية غائبة عن الوعي والايدولجيا والتاريخ العربي ؟؟؟ الكثير من التساؤلات عادت لتظهر من جديد ، فرضها التدخل الايراني في العالم العربي واحتلال ايران لاربعة عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ، هذه التغيرات حركت بعض صناع القرار في دول الخليج العربي ، و اوجدت نوع من التحرك الاستراتيجي بان افضل قضية للدفاع هي الهجوم ، وبما ان ايران اصبحت الان مهيمنة وتحكم اربع عواصم عربية ، ولها تدخلات في البحرين ، فلماذا لا تقوم الدول العربية بمساندة الشعب الاحوازي المحتل ونقل المعركة الى الداخل الايراني ، فالاحواز دولة عربية تحت الاحتلال ، ولكن بتخلي العرب عنها ، جاء اليوم الذي يقول فيه العرب ليتني اكلت يوم اكل الثور الابيض . قد يكون عهد النسيان لدولة الاحواز العربية قد انتهى ، ولكن هذا يبقى شكليا ما لم تقوم الدول العربية باتخاذ قرار سياسي رسمي بمنح العضوية الكاملة لدولة الاحواز في الجامعة العربية ومؤسساتها ، وتبني موقف المعارضة الاحوازية ، وتبني مطالب الشعب الاحوازي بالحرية والاستقلال وحق تقرير المصير .
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي "يورو تايمز" |