كشف المستور

حرب الجواسيس.. ألمانيا وبريطانيا تفككان شبكات تجسس لصالح الصين

برلين – أ ف ب

شنت ألمانيا وبريطانيا الاثنين، حملة على جواسيس يشتبه في نقلهم معلومات سرية إلى الصين، مع تعمّق المخاوف في الغرب بشأن النشاط التجسسي الصيني.

في ألمانيا اعتقل المحققون ثلاثة مواطنين ألمان غربي البلاد للاشتباه في تبادلهم معلومات تتعلق بتكنولوجيا بحرية، وفق ما قال ممثلو الادعاء في بيان.

واتهمت السلطات الألمانية الثلاثي ارفيغ اف واينا اف وتوماس ار، بالمشاركة في مشروع لجمع المعلومات تموله مؤسسات رسمية صينية، إضافة إلى تصدير جهاز ليزر إلى الصين بشكل غير قانوني.

وفي بريطانيا، اتُهم رجلان بتقديم «مقالات أو مذكرات أو وثائق أو معلومات» إلى الصين بين عامي 2021 و2023.

وعرّفت شرطة العاصمة لندن عنهما بأنهما كريستوفر بيري البالغ 32 عاماً وكريستوفر كاش البالغ 29 عاماً، وكانا يعملان باحثين في البرلمان البريطاني.

وتأتي الاعتقالات الألمانية والاتهامات البريطانية وسط تحذيرات غربية متكررة من استهداف أجهزة المخابرات الصينية التقنيات المتقدمة.

وحذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر من «الخطر الكبير الذي يشكله التجسس الصيني في مجالات الأعمال والصناعة والعلوم».

وقالت: إن «المجال المتضرر في الحالة الراهنة، تقنيات مبتكرة من ألمانيا يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، حساسة بشكل خاص».

  • عمل مكثّف

وكانت أول استراتيجية ألمانية للأمن القومي كُشف عنها العام الماضي، حازمة بشكل ملحوظ حيال الصين، واتهمت بكين بالعمل بشكل متكرر ضد مصالح برلين.

وفي تقريرها السنوي لعام 2023، حذرت خدمة مكافحة التجسس التابعة للجيش الألماني «ماد» أيضاً من عمليات تجسس محتملة، حيث تسعى الصين إلى أن تصبح رائدة في مجال التقنيات على مستوى العالم بحلول عام 2049.

وذكرت بشكل خاص أن هناك مخاطر تحيط بالمشاريع المشتركة للقوات المسلحة الألمانية.

وقال رئيس الاستخبارات الألمانية الداخلية توماس هالدينفانغ الاثنين، إن السلطات الأمنية «يقظة جداً» بشأن قضية التجسس الصيني.

وعلى الرغم من أنه لم يرغب في وصف القضية الأخيرة بأنها «قمة جبل الجليد»، فإن هالدينفانغ أكد أنها «جزء من عمل واسع النطاق».

أحد المشتبه فيهم في القضية الألمانية توماس رمتهم بالعمل لصالح موظف في وزارة أمن الدولة الصينية.

ويقال إنه أقام اتصالات مع ارفيغ ف وزوجته إينا ف اللذين يديران شركة في دوسلدورف تتمتع بخبرة في تقنيات يمكن استخدامها لأغراض العسكرية.

ويُزعم أن الشركة وقّعت اتفاقية مع جامعة ألمانية لإعداد دراسة لصالح «شريك متعاقد» صيني حول قطع غيار آلات حديثة مستخدمة في محركات السفن القوية.

  • جماعات الأمن الإلكتروني

وكان الشريك المتعاقد هو الموظف في وزارة أمن الدولة الصينية التي كان توماس ر يعمل لصالحها، والمشروع مولته هيئات صينية، وفقاً للمدعين العامين.

وعند القبض عليهم، زُعم أن المشتبه فيهم كانوا يجرون مزيداً من المفاوضات حول مشاريع أخرى قد تكون مفيدة لتوسيع القدرات القتالية البحرية للصين.

وإضافة إلى اتهام بكين باستخدام التجسس لجمع معلومات متعلقة بالتقنيات، كشفت دول غربية عدة أيضاً عن أن مجموعات قرصنة مدعومة من الصين تشن حملة تجسس عالمية تستهدف منتقدي بكين.

واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا في آذار/مارس، مجموعات إلكترونية مدعومة من بكين بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات ضد مشرّعين ومؤسسات ديمقراطية رئيسية، وهي مزاعم نفتها الصين.

وفي بريطانيا، اعتبرت لجنة الاستخبارات والأمن بمجلس العموم العام الماضي، أن الصين تستهدف البلاد بكثافة وبقوة، وأن الحكومة ليست لديها الموارد أو الخبرة أو المعرفة للتعامل معها.

وحذر جهاز الاستخبارات الداخلية «أم آي 5» العام الماضي، من أن عميلة للحكومة الصينية تدعى كريستين لي، شاركت في أنشطة تدخل سياسي نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني، وتعاملت مع أعضاء هنا في البرلمان.

واتُهم الموقوفان البريطانيان بانتهاك قانون الأسرار الرسمية لعام 1911، وسيمثلان أمام محكمة في لندن، الجمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى