كشف المستور

صحيفة الاندبندنت : تنظيم داعش صار عاجزاً عن تشكيل خلايا قوية في أوروبا

بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي نفذه بريطاني يدعى خالد مسعود في وسط لندن، وتبني داعش للعملية، رأى باتريك كوكبيرن، محلل سياسي في صحيفة إندبندنت، متخصص في شؤون العراق وسوريا والحروب في الشرق الأوسط، أن الهزائم الأخيرة التي لحقت بداعش، لن تجعله قادراً بعد اليوم على إلهام أفراد خارج منطقته، لكي يقتلوا ويموتوا في سبيل إيديولوجيته الوحشية. 
ويشير كوكبيرن إلى عادة وحشية مارسها داعش ضد مدنيين أساسها استخدام الإرهاب كجزء أساسي من تكتيكاته، وذلك بهدف استعراض قوته ونشر الرعب، وجعل أعماله تتصدر عناوين الأخبار في دول العالم. 

ويلفت المحلل السياسي إلى فظائع داعش خارج العراق قبل سقوط الموصل، والتي ارتكبها بحق شيعة بصورة خاصة، قائلاً إنه كان يفجرهم وهم يتسوقون أو يقومون برحلات لأماكن مقدسة. كما لم يصدر داعش حملته الإرهابية خارج حدود العراق وسوريا إلا بعد تدخل قوى أجنبية في عامي 2014 و2015 في العراق. 

خط رفيع 

وبرأي كوكبيرن يشكل ما جرى في تلك الفترة خطاً رفيعاً لكن محدداً يربط بين ما جرى في الموصل منذ عامين ونصف، والحماسة التي قادت خالد مسعود لارتكاب جريمته في وستمينستر في الأسبوع الماضي. فقد أدرك داعش في العراق وسوريا أنه كان بحاجة لذبح الآلاف من أجل نشر الرعب، ولكن في مدن كلندن ونيس وبرلين وباريس وبروكسل، كان من شأن هجمات أصغر حجماً أن تحدث نفس الأثر. وكل ما كان مطلوباً هو وجود شخص أو أكثر من المتعصبين المستعدين للموت كتأكيد على إيمانهم بقضية داعش. 

حرب تقليدية

وبحسب كوكبيرن كان هذا النوع من الاستعداد للموت في سبيل فكر داعش المتطرف هو ما مكن داعش والقاعدة من التأثير على أشخاص خارج مناطق سيطرتهم، وبشكل يفوق قدرات تنظيمات صغيرة نسبياً. وعند خوض حرب تقليدية، مكنتهم هجمات إرهابية من محاربة جيوش مسلحة بطائرات ودبابات ومدفعية. وقال محلل سياسي: " بعد انطلاق الحملة لتحرير الموصل في 17 أكتوبر( تشرين الأول)، وخلال الأسابيع الست الأولى للعملية، نفذ مقاتلو داعش ما لا يقل عن 600 هجوم إرهابي بواسطة سيارات مفخخة.

نتائج عكسية

ويعتقد المحلل العسكري أنه لا شك في أن سقوط الموصل سيؤدي لإضعاف داعش، ولكن مدى ذلك الضعف ليس مؤكداً. فقد صور داعش انتصاراته في عام 2014 كدلالة على تدخل إلهي لصالحه، واستخدم ذلك كنقطة قوية لكسب أنصار. ولكن ذلك الادعاء عاد عليه بنتائج عكسية عندما حلت هزائم بدل انتصارات. وبات داعش محاصراً اليوم من عدة جهات، ولم يعد بوسعه تصدير صورة قريبة لمنطقة فاضلة ادعى بأنه يعمل على تأسيسها لتكون نموذجاً للمسلمين حول العالم. 

ويقول كوكبيرن إننا نشهد اليوم بداية نهاية داعش في العراق وسوريا كقوة قادرة على تهديد حكومات راسخة في بغداد ودمشق، كما فعل قبل أقل من ثلاث سنوات. كما يبدو أنه لم يعد يملك خلايا من نوعية ما شكلها في أوروبا لتنفيذ هجمات كبرى في عواصم كبرى بهدف تضخيم صورة التنظيم ومدى انتشاره خارج مناطقه الأساسية.

 
ترجمة :موقع 24
 
زر الذهاب إلى الأعلى