ناظم السعدي : إنها الحرية
حين تكون وحيداً تدرك المعنى الحقيقي للغربة طيلة الأعوام الماضية لم تهزمني وحشة الافتقاد
وكاني مخدر بافيون الصبر أكتب وأسير في الطرقات
أنهض كل صباح مقبلا على الزمن بشهية الشعر والكتابة والحب، وحين يوجعني الحنين أعمد أوردتي بالملح لأنسى عناوين اللهفة
صيرت نفسي روبوت يتحرك وفق منظومة الصمت ، فبت أتقي الصدمات بمرونة كبيرة ..
عاشرت الماء والطبيعة والطيور، وتعرفت على إوزة جميلة كانت تعيش وحدها في النهر، حيث تعودت أن أكون هناك.
أحمل لها بقايا الخبز كل ظهيرة .. كانت تشكرني بحركات جميلة من رأسها .. وأجمل ما قدمته لي أحساسها بالأمان معي
لم تكن تخاف سمرتي وغنائي الحزين ، أو ربما تعودته فأصبحنا نسامر بعضنا بلغة جميلة
أسالها لما أنت وحدك وأمتار قليلة تفصلك عن المجموعة؟
فترفع رأسها دون صوت .. ولا أعرف لما ‘يخيل الي انها تقول لي… ولما غادرت انت ؟؟
اذا كنت مؤمنا أن الأزقة والجيران لم تتغير ، ولم ترصف وفق مسميات الحزن والبغضاء
لما أتيت للصقيع وغادرت شمسك؟ هل كنت قادرا على تغير جلدك بجلد أفعى او ربما تمساح ، لتمتلك القدرة على الرقص في كل حفلة وتمجيد السلاطين ، أو تكون دون نفسك كليا فتحيا ببوهيمية اللحظة الأنية
حملت لها المزيد من الخبز فضحكت وقالت ! الم تقولوا انتم ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ؟ فهل تجدني أجمع قوت سنيني القادمة منك .. أقترب أدخل الماء أنتعش بما هو أجمل من الطعام
أنها الحرية يا صديقي…..