تدوينات مختارة

محمد عماد زبير : الريمونتادا التاريخية

مصطلح الريمونتادا هو في اللغة الاسبانية يعني العودة، وما حققه برشلونة من عودة تاريخية في دوري ابطال اوربا ستبقى خالدة في اجندات عشاق البلوغرانا بل انها ستكون درس في كرة القدم لكل من يأس في العودة لتحقيق الانتصار.

النادي الاسباني الذي خسر ذهابا برباعية نطيفة من باريس سان جيرمان عاد لينتفض على ملعبه، ويزرع نصف دزينه من الاهداف في الشباك الباريسية مقابل كرة وأحده هزت شباكة ليتأهل بمجموع المباراتين بنتيجة 6/5 

لم يحدث في تاريخ البطولة ان يخسر فريق ذهاباً بأربعة اهداف ويعود ليتأهل في الاياب، والاغرب من ذلك كله انه لغاية الدقيقة 88 كانت النتيجة لصالح برشلونة 3/1 وهي كانت مطمئنة للنادي الفرنسي حيث متبقية دقيقتين على نهاية المباراة، بالاضافة الى مايضيفة حكم المباراة من وقت بدل ضائع واذا ما اراد برشلونة التأهل فعليه تسجيل ثلاثة اهداف لكي يتأهل.. فكان ما تحقق ضرب من الخيال وإعجاز يصعب تصديقه في حال حدوثه لدرجة ان العديد من جمهور برشلونة قد غادروا الملعب ولم يعلموا ماحدث في الدقيقتين الاخيرتين .

نعم قد تكون كرة القدم مجنونة ولا تعرف المستحيل لطالما هناك 11 لاعباً قادر على خلق المعجزة، لكن يبقى للمنطق كلمة في تحديد العديد من النتائج في اللعبة ، ومنطقيا لو وضعنا حسابياً الوقت المتبقي 120 ثانية يعجز اي فريق في العالم ان يسجل خلالها ثلاثة اهداف حتى وانت كنت في مواجهة أضعف الفرق فكيف الحال سيكون عندما تواجهك بطل الدوري الفرنسي.. لكن أيقونات النادي الكاتلوني ضربوا المنطق والخيال بل حتى المعجزة لدرجة ان من بداية الدقيقة 88 لغاية نهاية المباراة لم يتمكن لاعبو باريس سان جيرمان من تناقل او الاحتفاظ بالكرة اكثر من اربع مرات بل ان اللعب انحصر في النصف الثاني من الملعب في ارض الفريق الخصم لدرجة لعب حارس مرمى برشلونة اندريه شتيغن اخر دقيقتين في منطقة جزاء باريس تاركاً مرماه خال من اي حراسة بل ان الحارس تسبب بشكل كبير في الهدف السادس الذي اهل الفريق. 

وبعيداً عن التكتيك، فان  المباراة  كانت وستظل وستبقى درسًا كرويًا وإنسانيًا في الإيمان والثقة والمثابرة وعدم الاستسلام  وصدق من قال أنك عندما تريد شيئًا وتعمل من أجله، فإن القدر سيُساعدك سواءً عاجلًا أو آجلًا.

 
زر الذهاب إلى الأعلى