نعيم عبد مهلهل .. ظاهرة الاديب المبدع في المهجر بـ 14 اصدار في عام 2016 فقط
فرانكفورت ــ يورو تايمز
صدر للأديب العراقي المقيم في المانيا في هذا العام ( 14 ) عنوان لإصدارات مختلفة بين الرواية والمجموعة القصصية ودواوين الشعر وكتابة المذكرات .
وتأخذ الروايات حيزا كبيرا في هذه الاصدارات ، لأن نعيم عبد مهلهل يحسنُ البوح في غضاء هذا الحكي ، فكانت روايته ( مدن حريم السلطان ) والفائزة بجائزة محمد الحمراني للرواية في العراق والصادرة عن دار نينوى في دمشق أولى هذه الاصدارات والتي تحدث عنها تقرير اخباري في قناة الجزيرة الفضائية عند صدورها بالقول : يتقصّى العراقي نعيم عبد مهلهل أثر التاريخ في عدد من المدن التي يختارها كأبطال لروايته "مدن حريم السلطان"، إذ يوزع أدوار البطولة بينها وبين عشاقها من أبنائها الذين اضطرتهم الظروف للابتعاد عنها والهجرة منها. وفي روايته -الفائزة بجائزة الحمراني للرواية بمناسبة بغداد عاصمة للثقافة 2013 ونشرتها دار نينوى بدمشق مؤخرا- يكتب مهلهل بعاطفة صقلتها الحرب وفجرتها الغربة، يتنقّل بين ذكريات الحرب وعالم الذكريات.
يصف التغير الذي يشمل كل شيء في الحرب، وحالة اختفاء المدن خلف الستائر المنيعة لتبقى ذكريات أبنائها بأمان. وكيف أنه في المدن تختفي الحرب تحت ورد الحدائق لتذكّر بعطر مَن صنعوا ألفة البقاء بدموعهم ورسائلهم. تشكل مدينة الناصرية الواقعة في الجنوب العراقي مرتكزا للراوي الذي يصرّح بأنه يكن احتراما خاصاً للوالي العثماني مدحت باشا الذي كان قد بناها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خلق كيانها وأسس ذاكرتها وجوديا وحضاريا. ويستذكر تميزها بأنها أعطت لحروب بلادها العدد الأكبر من الضحايا، منذ حرب البلقان وحتى تهدم أسوار بغداد أمام رعد الألوية المجوقلة الآتية من أريزونا وكنتاكي وجزيرة سان ديغو.
فيما روايته الثانية (( الآلهة والجواميس في مديرية الأمن )) والصادرة عن دار ميزوبوتاميا في بغداد و الرواية سيمفونية عشق اخوي بين أخ وأخته ليكون هاجس التذاكر والإيحاء هو ما يملهما في لحظة استذكار الطفولة والأحلام والأزمنة الغابرة . هو يسكن على ضفاف الراين الألماني وهي تسكن على ضفاف الأهوار ، وعلى أديم المكانين تبدأ عصور ألحكي تفسر ما يحدث في وطن أجمل غراميات تصنعها حروبه ودموع ضحاياه منذ موتى الاقبية الجنائزية في مقبرة مدينة أور المقدسة وحتى ضحايا جبهات الحروب الأخرى منذ شجار السلالات وحتى زيارة الحاكم المدني بول بريمر لمدينة الجبايش في 2004. الرواية رؤى تتشابك في هواجس التاريخ والجغرافية والغرام ، وفيها استطاع الراوي ( نعيم عبد مهلهل ) أن يجد لذاكرته فسحة من التمتع بهاجس الشهرزادية في الإنصات الى متعة الأساطير في التعبير عن الحقيقة الخفيفة لهذا العالم عبر أدراك حقيقة أن المكان الحقيقي هو المكان الذي يسكب على ترابه الأب عرق الجبين وتنحب فيه حنجرة أمك بمواويل فراقك لها ، وتصنع فيه أختك ( هاشمية ) دمى آلهة الطين لتعيد الى فمك عطر كل لحظة طفولية صنعها عومكما معا في قيلولة الجواميس بمياه الأهوار الخضراء. فيما يميل كتابه الثالث الموسوم ( حكايات طفولتنا الهندية ) وهو كما مثبت على الغلاف بذلك التوصيف الشعري ( حدائق طفولتنا الأولى ) وقراءاته لينسج معها رواياته في ذلك الخيال الطفولي عبر رومانسية وتراجيديا الافلام الهندية وروايات سانت اكزبوري في احلامه اميره الصغير ، والثورة الاولى في حماس الصبا يوم تتفاجيء خواطر الروائي في احساسه البدائي وهو يشاهد فيلم ساكو فانزيتي وغيرها من حكايات تروى بشعرية التذكر والخيال عبر سحر اغاني شامي كابور ورقص الممثلة الهندية آشا باريخ. الكتاب الرابع حكايات تروى في فصول حلم مدينة ولد فيها الكاتب والشاعر نعيم عبد مهلهل وكل محتوى حكايات ( مهلهل ) حول مدينته الجنوبية ــ السومرية التي ولد فيها ( الناصرية ) والواقعة على بعد 10 كم جنوب مدينة أور التي ولد فيها النبي ابراهيم ع .
ومن هذا المكان المعطر بقدسية غامضة وغريبة يكتب مهلهل ايقوناته تحت عنوان ( الناصرية ــ وجوه الأنبياء والفقراء ) والصادر بمشروع النشر المشترك بين دار نينوى في دمشق ودار ميزوبوتاميا في بغداد . والكتاب رؤيا طفولة المكان وسحره والممتلئ بعطر تواريخ لا تحصى حيث يجاور المكان الامكنة الازلية للاهوار والتي شغف نعيم عبد مهلهل بالكتابة عنها وسجل أساطيرها بأمانة وعشق ونثر جميل .
الكتاب الخامس هو مجموعته القصصية والموسومة ( الفياغرا وشهوة الجلوس مع كوهلو ) ، قصص تتحدث عن وقائع حياتنا في غرائبية هذه العولمة ، تخرج من المحلية التي اعتاد عليها نعيم عبد مهلهل لتذهب في سياحة الخيال عبر الام كنة التي هي ابعد من أور ، باريس ، وروما ، وفرانكفورت. قصص الكتاب فيها رائيات الهاجس المحكي بعناية وحرفية وشهوة ، قصص تتنقل بين السياسة والايروتيكا والواقع المعاش في متغيرات ربيعنا العربي.
الكتاب السادس لنعيم عبد مهلهل هو ( النشيد الأممي لمعدان باريس ) مجموعة قصصية صدرت في اطار النشر المشترك بين دار ميزوبوتاميا في بغداد ودار الضاف في دمشق .
وفي هذه القصص يبدع القاص في مكان يعرفه ويفهمه جيدا وكتب عنه اكثر من عشر عناوين طوال مسيرته الابداعية ، وهو عالم الاهوار واساطير ومكوناته البشرية التي تعتمد على براءة وفطرة المعدان وارتباطهم الازلي منذ أيام الامير السومري كوديا وسفينة نوح وقصة الطوفان إذ ارتبطوا بالجواميس والماء والقصب وهجرة الطير القادم من صقيع كندا ومدن البلطيق ليشتي في اعشاش دشاديش المعدان ، فيوثق القاص هنا تفاصيل هذه الحياة بشكل يومي ولمن من نافذة المهجر ومساءات نهر السين وقصيدة غيوم ابولنير الشهير ( السين يمشي تحت جسر ميرابو)
الكتاب السابع للروائي والقاص والشاعر نعيم مهلهل هو مجموعته القصصية ( طفولة وانوثة وممثلة فرنسية ) والكتاب قصص تحمل احلامها في ليل المنافي وتصنع من ذكريات الطفولة مثابة للذهاب بعيدا في عالم يفتش عن تفاصيله القاص ليستحضر ما يعتقد انه الراحة للذاكرة والروح. قصص المجموعة محطات وذكريات وأخيلة تتعدد فيها اشكاليات الذات في بحثها عن خصوصيتها في عالم يتغير فيه كل شيء ، وهو يستحضر في بدء الرؤيا عبارة الشاعر الفرنسي سان جون بيرس : إن لم تكن هي الطفولة ، فماذا كان هناك قديما ولم يعد له وجود. الكتاب الثامن ديوان الشعر ( أناشيد ازهار الحدائق وبابل ) قصائد تميزها حداثة الرؤية في كون الشعر كما يراه مهلهل .الطاقة في صنع اسطورة ارواحنا لنتغلب على الاشياء التي تتمنى ان تبقي قسوتها فينا.
قصائد تذهب الى تشكيلات الصور والاحلام في مديحها لبابل .الحضارة ونبؤات التوراة وسحر بساتين الحلة.
فيما تتشكل روايته التاسعة الجديدة "بريجيت باردو.. الذكريات وغلاف مجلة" وهو حنين يعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ليدون بعض الذكريات التي تمزج بين الجانبين السينمائي والسوريالي، وتداخل الأساطير بالوقائع والأحلام في بلاد الرافدين، ومساهمة ذلك كله في بلورة أحلام أبناء تلك المرحلة وحاضرهم الضبابي في منافيهم.
تتبدى الرواية (منشورات نينوى، دمشق 2016) مسكونة بروح شاب عاشق للسينما وتفاصيلها وصناعها، لتحتل الصدارة وجوه فاتناتها في تلك الحقبة، وأشهرهن بريجيت باردو التي كانت تشكل نموذج الإغراء والجمال لشباب من ذاك الجيل، ومسعاهم المتمثل في تغيير أحوالهم والتماهي مع أبطال الأفلام السينمائية، في حين أن واقعهم المأساوي كان مشبعا بالغرابة والضياع والتشتت، وكان الرزح تاليا تحت أعباء الحروب وظلالها الكارثية كفيلا بوأد الأحلام وتحطيمها.
كتب اخرى اضاءة في العالم الابداعي لنعيم عبد مهلهل صيرورة الرؤيا في اتحافنا بالجديد الذي يسكنه بروعة الكتابة في عالم سحري وحالم وهي كتابيه عن المندائية ( مقطوعة مندائية من موزارت ــ دار ميزوبوتاميا بغداد 2016 ) وكتاب النصوص الروحانية ( المندائية ــ اعشاش النور والنجم المسحور ــ دار ميزوبوتاميا بغداد 2016 ) .
فيما شكل كتابة الضخم 700 صفحة عن عالم الاهوار صيرورة حكايات المكان والزمان واساطيره وهو بعنوان ( معدان الاهوار ــ الحياة السرية والروحية ــ دار نينوى دمشق 2016).
كتابه الثاني عشر كان عبارة عن مجموعة قصصية صدرت عن دار نينوى في دمشق بعنوان ( احزان النبي السومري ، هي ايضا امتداد لسحر الميثلوجيا الذي يسكن عالم نعيم عبد مهلهل ليمزجه بالواقع ويؤسطره بطريقته الخاصة .
فيما ارخ في كتابه الثالث عشر الموسوم ( نجم والي ــ حرب المعدان والالمان ــ دار نشر ميزوبوتاميا / بغداد 2016 ) لمسيرة هذا الروائي العراقي المبدع الذي يعيش في المانيا ، ففي قراءة نعيم مهلهل الى عالم الروائي الكبير صورة مجسدة في فهم تلك الغرائبية الساحرة التي تسكن قصص وروايات والي. الكتاب الرابع عشر لنعيم عبد مهلهل هو كتابته عن تأريخ مدينته الناصرية وتسجيل مفردات يومها في كتاب انيق يحكي 120 قصة من عالم مدينته السومرية وهو بعنوان ( نعيما عمو ــ دار ميزوبوتاميا / بغداد 2016)