فرنسا: حراك رسمي وشعبي في باريس للقضاء على “العبودية الحديثة”
ما زالت العاصمة الفرنسية تشهد فعاليات حقوقية ومظاهرات منددة "بتجارة الرقيق والعبودية" المسلطة على المهاجرين الأفارقة في ليبيا، وذلك بعد أن أثارت قضية "مزاد العبيد" فيها موجة ذعر وإدانة متواصلة على الصعيد العالمي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة الفرنسية، دعمها تشكيل قوة عسكرية إفريقية بشكل عاجل للمساعدة في محاربة تجار البشر، على أن تُساعد الدول الأوروبية تلك القوة من خلال تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي لها لضمان نجاحها في مهامها.
ويتظاهر بشكل شبه يومي مئات الفرنسيين، إضافة لمُهاجرين أفارقة، ضدّ ما أسموه العبودية الحديثة التي أصابتهم والمُجتمع الدولي بالصدمة، بعد تقارير إعلامية تلفزيونية، كشفت "مزادات العبيد" في ليبيا، ووثّقت ما يحصل فيها من انتهاك لحقوق الإنسان.
ويتجمّع المتظاهرون عادةً في أهم أحياء باريس الراقية أين تقع السفارة الليبية ، لينطلقوا في اتجاه قوس النصر وشوارع رئيسة أخرى، ودون الحصول على التراخيص اللازمة، ما جعل الشرطة الفرنسية تعترض على تحركاتهم، رغم تفهم المُبررات.
ويُلبّي المتظاهرون نداء العديد من الجمعيات الحقوقية المُعتمدة، فيما تأسس على وجه السرعة "تجمع ضد الاستعباد ومعسكرات الاعتقال في ليبيا"، والذي بات يقود الحراك الفاعل على هذا الصعيد.
وتُعتبر ليبيا البوابة الرئيسة للمهاجرين الأفارقة الذين يطمحون بالوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، حيث يعبر سنوياً عشرات آلاف المُهاجرين من غينيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا وغامبيا، الصحراء إلى ليبيا على أمل عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا من خلال دفع أموال طائلة لشبكات تهريب دولية لا تُراعي أدنى حالات الأمان للمُهاجرين.
ويتعرّض عدد كبير من المُهاجرين الأفارقة قبل محاولتهم الهجرة لأوروبا، للاعتقال على يد مُسلحين ليبيين تابعين لجماعات مُختلفة لا تتبع لسلطة واضحة، تبيعهم بأسعار لا تتعدّى الـ 1000 دولار للشخص الواحد، وأنشأت لذلك مزاداً وسوقاً خاصةً.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعا خلال مشاركته بالقمة الأوروبية الإفريقية في كورت ديفوار، إلى صياغة مبادرة لملاحقة تُجّار البشر، عبر تحركات عسكرية وشرطية ملموسة على الأرض لتتبع شبكات التهريب، والقضاء على ظاهرة "العبودية" التي عادت حديثاً.
24