آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: الوطنية لاتباع ولاتشترى

سئل الفيلسوف جان جاك روسو ما هو الوطن
فأجاب: الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادرا على شراء مواطن آخر..ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطرا أن يبيع نفسه أو كرامته… الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة… ليس الوطن أرضًا فقط ولكنه الأرض والحق معًا… فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك…الوطن هو حيث يكون المرء في خير..(.بس لايگولون جان جاك روسو كافر لايؤخذ بفتاويه لنا!!!)
الوطنية لا تباع ولا تشترى في البازارات وأسواق التأجير والابتزاز،كما كتب الكاتب رمضان العنزي ولا يؤخذ عليها مال ولا فدية ولا تنطبق عليها شروط الضريبة والدخل والزكاة، وهي ليست سلعة معروضة للبيع لمن يرغب في البيع أو يزايد أو يريد الشراء ، الوطنية انتماء وولاء واندماج وتفاعل ودم وجغرافيا وشعور وعلم ورعشة وروح وجسد وعطاء وتضحية وفداء ومبادئ وقيم وأخلاق ومسؤولية وتعايش مشترك، وحتى لا تكون الوطنية مجرد سلعة ومزادًا للمتاجرين بالعواطف الزائفة الجوفاء، الناهبين ، الممتلئة عقولهم بالرياء، المشوهين للحقائق و الوقائع، الناشرين للفتن الطائفية والعرقية والمناطقية والتأويل والتهويل ، والمروجين للمعلومة الزائفة، والذائعين للأخبار الكاذبة، المتخصصين بمعاول الهدم،الساعين لتجزئتنا وتصنيفنا وتقسيمنا، وتستمرمحاولات الأحتلال وذيوله القيام بصناعة النزعات والتشكيك والفتن والاقتتال والعبث والفوضى واللصوصية والنهب وقطع الطرق ،ونشر ممارسات شريعة الغاب والاقتتال والتنافس والتناحر التي اصبحت هي السائدة في العراق بعد احتلاله فلا أمن وامن للناس على أنفسهم وممتلكاتهم، حتى أنهم ملايين من خيرة العراقيين أخذوا يقطعون هربا شتات الأرض من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بسبب ترهات الأعداء، وأبواق المألبين، وتنظيرات المنافقين، وخبث الذين يشبهون الفأرة والعقرب وشؤم الغراب، وأفعال الثعالب الماكرة المخفية والبائنة، واصبحوا خناجر مغروسة في رؤوسها السم الزعاف، تضرب البطن والخاصرة، محاولة القضاء على هذا الوطن لانهم يجسدون بسلوكياتهم المرضة الحاقدة ازدواجية القيم والمعايير، والسلوكيات الخاطئة، والشر والفجور والخراب والنعيق فكلهم مسترزق وأجير ونائم في حضن الأحتلال ولاعق لأحذيته وقابل لمالهم وراض بهم ومستأنس.

الوزير التائب
قال بن رشد((التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردتَ التحكم في جاهل ، عليك أن تُغلّف كلّ باطل بغلافٍ ديني )) …سقت المقدمة اعلاه بعد اطلاعي على مايحدث من مصائب يوميه لكل العراقيين الذين بدا واضحا انهم لم يصحوا على زمانهم وتاريخهم وعائلتهم وانتمائهم لبلدهم العراق، لنكشف بعض المستور والمسكوت عنه من خفايا النظام الهجين المتهالك الذي صنعه الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني الفارسي في العراق بعد احتلاله وحقيقة ما مايحدث في بلنا اوضح من ضوء الشمس ،ذلك ان فهم واستيعاب ثنايا ماجرى لنا على يد الامريكيين والبريطانيين ونظام طهران سيما الحرس الثوري الإيراني وامانة ايصالها للناس في بلد لم يزل حتى الآن سعر البشر فيه طلقة مسدس كاتم, بدولار واحد يعني بسعر بطل ماء الشرب ،إذا ادعى احد ان حب الوطن قاده إلى هكذا الموقف ربما يعترض شخص ويقول لايوجد شخص يعمل بالحكومة يحب الوطن , لكننا نقول ان الأقدار وحدها في هذا العالم هي التي قادت هذا البلد المبتلى أهله بالظلم والطغيان والإحتلال وأعوان الإحتلال وهم الميليشيات الوقحة في العراق لا يحق للعراقيين الذين وعوا حقيقة ماجرى قول الحقيقة كما يرونها،ولا يحق لهم أن يتحدثوا بملء الفم بما يعتقدون فالخطوط الحمراء وتيجان الروس كثيرة والمقدسات تجاوزت حدود العقل والمنطق وكل شيء مرتبط بإيران اصبح مقدس ولايحق لك انتقاده وإذا تماديت يأتي لكَ المُلَثم الحشدي على الدراجة النارية وبيده الكاتم وينهي حياتك ويُيتم أطفالك ويُرمل زوجتك ويفجع والديك ومحبيك وأهلك.
ومن يكشف عيوب وعورات هذه المقدسات الوهمية مصيره أما الموت أو الموت وأضحى من يصر على المشي بعيداً في هذا الاتجاه كمن يسير في حقل ألغام قد يكون الخروج منه مستحيلا، أو كمن يلقي بنفسه إلى التهلكة فوصم الخيانة اتهام جاهز لكل من يريد قول ونقل الحقيقة،الحقيقة التي لا تتماشى مع قناعات السلطة الحاكمة ورموزها وأحزابها، ومن يصر فعليه تقبل التهم التي سيسعى البعض إلى إلصاقها به والتي تبدأ بالعمالة ولا تنتهي بالخيانة وإنما يقولون عليه ابن السفارات ولا عجب أن ينتهى به الأمر رقماً مضافاً إلى قائمة القتلى ويصبح جثة هامدة في ثلاجات الطب العدلي في باب المعظم وسط بغداد أو في ثلاجات الطب العدلي في المحافظات أو يمكن يكون مصيره التغيب حتى جثته يخفونها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى