هنا السويد

عمل فني أم إهانة للعلم السويدي

أجج العلم السويدي الذي يرفرف على عامود معكوف، في ساحة سيرغيلستوري، وسط ستوكهولم الكثير من المشاعر.

 العلم والعامود هو عمل فني للفنان ماتياس نورستروم ويحمل أسم Du gamla du fria، ويعني " ايتها القديمة أيتها الحرة" وهو عنوان ومطلع النشيد الوطني السويدي. لكن العديد من الناس لم يرونه كعمل فني بل كإهانة للعلم السويدي.

 الفنان التشكيلي والناقد الفني العراقي أشرف الأطرقجي، الذي حل لمدة عامين ضيفاً على مدينة ستوكهولم، أشاد بعمل نورستروم ويرى بأن العمل مثير للاهتمام.

كوني فنان قادم من مناطق ديكتاتورية، ومناطق صراع، شكلت رمزية العلم منطق للصراع والقتل أحياناً. عندما أرى عمل كهذا أشعر بأن هنالك متسع للحرية. الفكرة عميقة جداً وهي أن قيم الأوطان ليس بالعلم فقط إنما بحرية التعبير وحقوق الانسان، يقول أشرف الأطرقجي.

التقى راديو السويد بالعربي بالناقد الفني السويدي توماس أولسون في ساحة سيرغيلستوي. وكانت تلك اول مرة يرى فيها اولسون العمل عن قرب. وعلى السؤال عن الإحساس الذي ينتابه عند رؤية العلم المعكوف، قال اولسون:

 أحساسي هو أن امراً ما حصل. هنالك إحساس بالحزن وبأن العمود ذبلان، اما العلم فيرف بجلال، قال أولسون. 

 أما الفنان التشكيلي أشرف الأطرقجي فكان له إحساس وتحليل آخر عندما رأى العلم.

 أنا قراءتي قد تختلف عن السويديين، كوني جئت من خلفية مختلفة فقرأته بشكل أعمق، وهو أن العلم ينحني للناس وليس الناس تنحني للعلم، قال الاطرقجي.

وعن السؤال عما كانت ستكون ردود الفعل في حال تم عرض ذات الفكرة في العراق، قال الأطرقجي ضاحكاً:

 لو حصل ذلك في العراق لكانت النتائج جهنمية على كل من ساهم في هذا العمل، قال الاطرقجي.

 لا شك بأن حرية التعبير في السويد قطعت أشواطاً طويلة مقارنة بدول أخرى، لكن رغم ذلك حدث عدة مرات بأن تأجج اعمال فنية الكثير من الشاعر. فعلى سبيل المثال قام في عام 2004 السفير الإسرائيلي لدى السويد آنذاك بتحطيم عمل فني للفنانة غونيلا خولد فيلير والذي يحمل عنوان " بيضاء الثلج وجنون الحقيقة"، وهو عبارة عن حوض مستطيل مملوء بسائل أحمر يطفو فوقه قارب يحمل صورة المحامية الفلسطينية هنادي جرادات التي قامت بتفجير نفسها و21 شخصاً أخرين في مطعم في حيفا.

وعند الحديث عن اعمال فنية اشعلت النقاشات الحادة ما بين مؤيد ومناهض، فلابد من ذكر لارش فيلكس واعماله الذي تناول فيها النبي محمد، والتي جعلت حياته مهددة بالخطر.

عادة ما يطرح السؤال حول حدود الفن ودوره. فمن وجهة نظر توماس اولسون قد تُرسم حدود الفن عند خرق القوانين، وممكن ايضاً خرق القوانين في حال كان الفنان مستعداً لتحمل العواقب القضائية. أما فيما يتعلق الامر بالأعمال التي يعتبرها البعض استفزازية او مسيئة قال أولسون:

الفنان غير مسؤول عن المشاعر التي يولدها عمله الفني. لكن من المهم أن يكون الفنان حاضراً في النقاشات حول عمله والتحاور مع جمهوره.

راديو السويد

 

زر الذهاب إلى الأعلى