كشف المستور

ذا هيل: خمس دقائق تفصل عن “يوم القيامة” بين إسرائيل وإيران

عن تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، أفاد الكاتب مارك توث في موقع “ذا هيل” الأمريكي، أن الدولتين تقتربان بسرعة من نقطة اللاعودة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

وفي آواخر مايو (أيار)، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية. فما كانت إسرائيل تخشى تحوله إلى تهديد وجودي، بات الآن حقيقياً ووشيكاً.

أمر مقلق
ورأى الكاتب أن تجميع إيران 95 باونداً من الأورانيوم عالي التخصيب هو أمر مقلق جداً. فالمطلوب كمية كافية من الأورانيوم عالي التخصيب، كي تحافظ إيران على سلسلة من رد الفعل النووي، وقد اجتازت طهران، على نحوٍ ينذر بالسوء، الحد الأدنى للعتبة النووية.

وفي خطوة ذات دلالة، قررت إيران رفع مخزونها من المواد النووية المخصبة إلى درجة 60 في المئة -وهو مستوى يتجاوز كثيراً النسبة التي تتراوح بين 3 و 5 في المئة المطلوبة لإنتاج وقود يستخدم في الإختبارات الطبية والمفاعلات النووية. وسواء أعلنت ذلك أم لا، فإن إيران تهدف بوضوح إلى نسبة تخصيب تبلغ 90 في المئة الضرورية لصنع قنبلة نووية.

وبالنسبة إلى إسرائيل فإنها تعيش تكراراً أجواء 1981، عندما أجاز رئيس وزرائها عامذاك مناحيم بيغن مع حكومته تنفيذ “عملية بابل” لضرب المفاعل “أوزيراك” الذي كان يبنيه الرئيس العراق السابق صدام حسين. وكان المفاعل النووي العراقي لا يزال نظرياً إلى حد كبير في 1981، في حين أن إيران هي أكثر تقدماً في بناء مفاعلاتها ومن الصعب تدميرها.

10 كيلوطن من الرؤوس النووية
وكان نظام آيات الله يمضي في هذا المسار قبل أن يستهدف المملكة العربية السعودية وإسرائيل. وبحسب “خطة أحمد”، فإن إيران تعتزم تجميع ما يصل إلى 10 كيلوطن من الرؤوس النووية الحربية، وفق ما دلت عليه الوثائق التي استولى عليها الموساد الإسرائيلي عام 2018 من مستودع في طهران. وحتى أن إيران بدأت في إعداد مركز في صحراء لوط لإجراء تجربة نووية على مسافة 1500 ميل شرق تل أبيب.

وتتبدد بسرعة حواجز الحماية التي تتجنب مثل هذه الأزمة. وماتت خطة العمل الشاملة المشتركة التي توصل إليها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في يوليو (تموز) 2015، والتي كانت ترمي إلى كبح جماح إيران في الحصول على قنبلة نووية. لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب انسحبت من الاتفاق النووي بشكل آحادي في مايو(أيار) 2018.

وعلى رغم ابدائه اهتماماً بالعودة إلى الإتفاق النووي، فإن الرئيس جو بايدن أخفق في استثمار فرصة الأشهر الخمسة التي كانت متاحة أمام إدارته للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة المعتدلة السابقة في طهران. وسيطر المتشددون على السلطة في الانتخابات التي اجريت في يونيو(حزيران) الماضي، وانتهى الأمر إلى حكومة من المحافظين المتشددين برئاسة إبراهيم رئيسي.

3 آلاف صاروخ باليستي

ورأى الكاتب أن الوقت ليس في مصلحة إسرائيل ولا في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها. ففي شهادة أمام مجلس الشيوخ في مارس (آذار)، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق كينيث ماكنزي، إنه لدى إيران “3 ألاف صاروخ باليستي” بينها ما هو قادر على بلوغ تل أبيب، بينما قدر أن المدة التي تفصل إيران عن العتبة النووية، صارت تقاس بالأسابيع وليس بالأشهر.

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في 12 يونيو (حزيران) بأن إيران “تقترب على نحوٍ خطير من وضع يدها على السلاح النووي”. وفي وقت سابق، كشفت إسرائيل أن قاذفات الشبح لديها من طراز “إف-35 أي أدير” قادرة على إنجاز أي مهمات في إيران. وكانت رسالة مدوية وواضحة إلى آيات الله: بإمكان تل أبيب الوصول إلى داخل الأراضي الإيرانية والعودة من دون أن يكتشفها أحد، وما على طهران سوى أن تتخلى عن السعي إلى السلاح النووي أو المجازفة بتدمير هذه الأسلحة.

تدمير أجهزة الطرد
وإذا أرغمت على مهاجمة البرنامج النووي الإيراني، فإن الهدف الرئيسي لإسرائيل سيكون تدمير أجهزة الطرد المركزي في نطنز وفوردو وأماكن أخرى-وهي كلها مشيدة عميقاً تحت الأرض. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكن تل أبيب من الحؤول دون مضي إيران في الوصول إلى درجة تخصيب بنسبة 90 في المئة. كما ستكون ثمة حاجة إلى تدمير أهداف ثانوية أخرى تتضمن 38 هدفاً لها علاقة بالمواقع النووية المذكورة.

وفي كل الحالات، فإنه قبل عودة المقاتلات الإسرائيلية إلى المجال الجوي الإسرائيلي، فإن زخات واسعة من الصواريخ ستسقط على إسرائيل، من لبنان وغزة وسوريا، وربما من إيران نفسها. إن قصف المنشآت النووية الإيرانية سيكون بمثابة البداية فحسب، وليس النهاية لحرب ساخنة بين إسرائيل وإيران.

وقياساً إلى ساعة يوم القيامة، فإنها تشير إلى منتصف الليل إلا خمس دقائق في القدس وطهران- وكذلك في مجدو، المكان التوراتي التاريخي لهرمغدون في إسرائيل.

24

زر الذهاب إلى الأعلى