صحيفة يورو تايمز تلتقي د. ذو الفقار ناصر أول طبيب عربي وعراقي ينال لقب طبيب ملكة السويد
كفاءات في المهجر
د. ذو الفقار نوري ناصر : إهتمام ملكة السويد بمرض فقدان الذاكرة أسهم في تطوير هذا التخصص الطبي
- نصيحتي للاطباء المهاجرين الجدد في السويد إتقان اللغة السويدية لانها مفتاح النجاح
- أفتخر بأن أكون سفيراً متميزاً لبلدي في المجال الطبي في السويد
حاوره : د. علي الجابري
يعتبر الدكتور ذو الفقار نوري ناصر الطبيب الاجنبي والعربي الوحيد في السويد الذي ينال لقب طبيب الملكة سيلفيا ملكة السويد، وهو لقب تشريفي يمنح للاخصائيين بمرض فقدان الذاكرة ، ويبلغ عددهم حالياً (12) طبيباً، كان الدكتور ذو الفقار ضمن الوجبة الاولى التي نالت هذه المكانة والشهادة التشريفية في السويد.
صحيفة يورو تايمز في إطار سعيها الى دعم الكفاءات العربية المهاجرة في اوروبا، استضافت الدكتور ذو الفقار ناصر ، وهو طبيب من أصول عراقية من العاصمة بغداد، متزوج ولديه (3) أطفال . وكان معه هذا الحوار :
يورو تايمز : متى تخرجت من كلية الطب ؟
- تخرجت من كلية الطب في بغداد عام 1997، وغادرت بعدها العراق الى السويد عام 1998 لابدأ رحلة جديدة من العمل والدراسة.
يورو تايمز : ما هي العقبات التي واجهتك بعد وصولك الى السويد ؟
- المشوار لم يكن سهلاً ، ورافقته الكثير من المصاعب والتحديات، أولها تعلم اللغة السويدية التي أخدت بعض الوقت حتى تمكنت من تخطيها ، بعدها قمت بمعادلة شهادتي وأداء امتحان الكفاءة الطبي في السويد، وانخرطت في سوق العمل في احد مستشفيات ستوكهولم المتخصصة في الامراض النفسية وجرائم الاغتصاب ، وفي البدء عملت مساعد ممرض لتوفير وسيلة للعيش بعيداً عن المساعدات الاجتماعية، ولغرض الاحتكاك بشكل يومي مع السويديين لاتقان اللغة بشكل أكبر لانها مفتاح النجاح.
يورو تايمز : متى بدأت العمل كطبيب في السويد ؟
- عملت كطبيب في عام 1999 بعد ان اتقنت اللغة لاني كنت اتخيل نفسي انني هنا من اجل التعلم والدراسة لاعود مرة اخرى الى بلدي، بعدها تمكنت من الاندماج في المجتمع السويدي وممارسة المهنة في اكثر من مركز صحي ومستشفى في العاصمة ستوكهولم، وأكملت (21) شهراً من التدريب ، من ضمنها ستة أشهر في الباطنية ، وستة اشهر جراحة وعظام، وثلاثة في الامراض النفسية، وستة اشهر كطبيب عام، مما اهلني ان اكون طبيباً عاماً، وواصلت بعدها عملي في اكثر من مكان، وافتتحت عيادة خاصة بي مع طبيب مغربي الاصل في سنة 2004، لكني تركتها لاحقاً في عام 2006، بسبب ظروفي العائلية.
في عام 2009 اكملت اختصاصي ، وعملت أخصائياً في العديد من مدن السويد من شماله الى جنوبه ما اتاح لي فرص التعرف على هذا البلد وعاداته وتقاليده. وفي سنة 2011 اصبحت رئيس اخصائيين ومستشار طبي في واحدة من من اكبر الشركات الطبية في ستوكهولم.
يورو تايمز : متى بدأت مشروع إكمال دراسة الماجستير ؟
- بدأت أشعر بالرتابة في العمل والروتين القاتل ، وعزمت ان أكمل دراسة الماجستير في أمراض فقدان الذاكرة، وبدأت الدراسة في جامعة “كارولينسكا” في ستوكهولم عام 2012، وانتهيت منها في مارس عام 2015، بعدها بشهر إلتقيت بجلالة الملكة سيلفيا ملكة السويد ، وحصلت على شهادة ولقب طبيب الملكة سيلفيا، كونها مهتمة بمرض فقدان الذاكرة ، وتسعى الى تطوير الكادر الطبي المتخصص بهذا المجال ، وتهتم بالمختبرات والمعلومات. وكنت من بين أول (6) أطباء تخرجوا في الدفعة الاولى لهذا التخصص، وكانوا جميعاً من أصول سويدية.
يورو تايمز : من أين جاء لقب طبيب الملكة ولمن يمنح ؟
- لقب طبيب الملكة لا يقصد به انه يعالج الملكة ، انما هو شهادة تشريفية تمنحها الملكة للاطباء الحاصلين على شهادة الماجستير المتخصصين بمرض الشيخوخة وفقدان الذاكرة، يذكر فيها انك أكملت الشروط المطلوبة لتنال لقب “طبيب الملكة”، ولا يمنح اللقب حاليا لاية إختصاصات أخرى.
يورو تايمز : كم طبيب يحمل هذا اللقب حالياً في السويد ، وهل بينكم أطباء عرب آخرين ؟
- في الدورة الاولى كنا (6) أطباء وانا الطبيب العربي والاجنبي والعراقي الوحيد بين هذه المجموعة، وهذا شرف كبير لي ان أكون سفيراً متميزاً لبلدي في هذا المجال. وفي العام العام انضم (6) أطباء آخرين من دول اوروبية أخرى وطالب من اليابان.
يورو تايمز : كيف تصف اللقاء مع ملكة السويد ؟
- الملكة إنسانة متواضعة وبسيطة جدا، تهتم بإمور المجتمع، أنشأت في عام 1996 جمعية تهتم بمرضى فقدان الذاكرة بعد ان أصيب احد أقربائها بالمرض وكان يتناول اكثر من عشرين نوعاً من الادوية، وبدأت تبحث فيما إذا كان من الضروري ان يتناول المريض كل هذا الكم من الادوية وهو بهذا السن ؟ ومن هنا بدأت بدعم الدراسات المتعلقة بهذا المرض. وتطورت الفكرة في عام 2008 حيث قدم مقترح للحكومة لاستحداث هذا الاختصاص ليكون مماثلاً للجامعة الملكية في لندن.
يورو تايمز : ما هو تقييمك لمستوى الطب في السويد بالمقارنة مع الدول العربية ؟
- نحن هنا في السويد حيث تتوفر كل الوسائل التقنية المتقدمة واحدث البحوث والدراسات بشكل يفوق كثيراً ما متوفر في المنطقة العربية والشرق الاوسط ، لكن الجانب المادي لعب دوراً سلبياً في مجال الطب مؤخرا في السويد. بالاضافة الى الضغط الكبير على الاطباء لجهة اعداد المرضى الكبيرة. وموضوع التقنين في الميزانية في المجال الطبي احد ابرز المشكلات.
يورو تايمز : ما ابرز مشاكل المهاجرين الطبية ؟
- مشكلة المرضى المهاجرين او الاجانب في السويد الاساسية هي صعوبة إيصال مشكلتهم بشكل دقيق الى الطبيب السويدي بسبب عائق اللغة، كذلك الحال بالنسبة للطبيب المهاجر الذي ينبغي ان يواصل تعليمه في اللغة ولا يقف الى حد التحدث باللغة السويدية السهلة.
يورو تايمز : هل الاختبار الطبي للاطباء المهاجرين كاف برأيك لكشف مستواهم العلمي ومؤهلاتهم؟
- نعم الاختبار الطبي يتضمن كل ما درسته في كليات الطب خلال ست سنوات ، لكن تبقى الكفاءة تختلف من طبيب لاخر حتى وإن اجتازوا جميعاً الاختبارات، التي أضمن لك انها مدروسة بعناية لكشف مستوى كل طبيب جديد.
يورو تايمز : ما هي نصيحتك للاطباء المهاجرين الجدد في السويد ؟
– النصيحة الاولى والاساسية لكل قادم الى السويد ، هي تعلم اللغة السويدية وإجادتها بشكل عام لانها مفتاح النجاح، ومن يريد تعلم اللغة بشكل سريع عليه ان يترك التلفزيون العربي ويتابع التلفزيون السويدي ويستمع الى الاذاعة باللغة السويدية لتعلم النطق الصحيح للمفردات