كفاءات في المهجر: إختيار سيدة عراقية ضمن قائمة أقوى مئة شخصية مؤثرة في هولندا لعام 2016
كفاءات في المهجر
بعد إختيارها سيدة أعمال هولندا لعام 2015
سيدة عربية ضمن قائمة اكثر مئة شخصية تأثيراً في هولندا لعام 2016
ندى فاضل الربيعي : قدمت حلولاً في مجال الامية وتدريب اللاجئين الصيادلة في هولندا
عملي الصحي فرض علي التعامل مع الجلاد والضحية بشكل إنساني
امستردام / علي أبو ريشة
تزخر الدول الاوروبية بالعديد من الكفاءات العربية المهاجرة، التي إستطاعت ان تثبت حضورها، وتحقق انجازات كبيرة في مختلف المجالات، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومهنياً.ولم تقف مكتوفة الايدي بإنتظار الفرصة المناسبة، او التذرع بصعوبة التأقلم في المهجر .. فكان الكثير من المهاجرين العرب بناة حقيقيون لبلدانهم الجديدة، وتمكنوا من الوصول الى قمة الهرم في العديد من المؤسسات الحكومية والبرلمانية والخاصة.
والسيدة ندى فاضل الربيعي واحدة من النساء العربيات اللواتي كانت لهن بصمة واضحة في بلاد المهجر، حتى أختيرت قبل ايام ضمن قائمة “اكثر مئة شخصية تأثيراً في هولندا”. وقبل ذلك اختيرت في العام الماضي “سيدة أعمال هولندا” للعام 2015. فما هي المنجزات التي وضعتها في دائرة التميز ؟
“يورو تايمز” كانت لها مقابلة خاصة مع السيدة ندى فاضل الربيعي للحديث عن عملها ومنجزاتها في هولندا وأسباب إختيارها ضمن قائمة الاكثر مئة شخصية تأثيراً في هولندا..
ندى فاضل الربيعي مواطنة هولندية من أصول عراقية تحمل بكالوريوس بحوث عمليات من جامعة “لايدن” بدرجة إمتياز، ثم ماجستير في الصيدلة من جامعة أوتريخت الهولندية، وكانت قد انتقلت من بلدها العراق الى هولندا بعمر (19) عاماً ، وواصلت تعليمها وعملها في هذا البلد. وهي أبنة المفكر العربي الدكتور فاضل الربيعي.
تقول السيدة ندى في حديثها ل “يورو تايمز” : “ انها سعيدة بإختيارها ضمن قائمة اكثر مئة شخصية تأثيراً في هولندا لعام 2016، والتي ضمت هذا العام ايضاً وزيرة الثقافة الهولندية وسياسيين معروفين ومحقق الجرائم الشهير “بيتر فريز” وفنانين واعلاميين ومقدمي برامج مشهورين ومدراء بنوك”.
وعن سبب إختيارها وابرز المنجزات التي أهلتها للدخول في هذه القائمة ، قالت : “ لقد قدمت أعمال عديدة تهم المجتمع الهولندي، وفي مقدمتها حلول لمشكلة الامية التي تصل الى نسبة (20) في المئة بالبلاد. وتمكنت من تقديم معالجات لهذه المشكلة في المجال الصحي، وعملت مع عدة مؤسسات ومنظمات متخصصة في التعامل مع قضية الامية.
وتضيف السيدة الربيعي، انها تدير شركة مهمة برأسمال يبلغ سبعة ملايين يورو ويعمل فيها (30) موظفاً أغلبهم من الاجانب من ذوي الاصول العربية والشرق اوسطية (نسبتهم 80 ٪) ، ولديها شراكات مع (3) مراكز صحية في مدينة نوتردام الهولندية، التي تقدم الخدمات الى عشرين ألف مريض ودور للعجزة.
كما ان لديها براءتي اختراع مسجلتان في الاتحاد الاوروبي في المجال الصحي.
ويتركز عمل السيدة ندى الربيعي في شركتها على ايجاد حلول لقضية الامية في المجال الصحي، والعمل مع المؤسسات والمنظمات المتخصصة باللاجئين لتقديم الدعم الى اللاجئين العرب القادمين الى هولندا، وخاصة الصيدلانيين منهم.
تدريب الصيدلانيين السوريين
وتشير السيدة الربيعي انها تمكنت من التعاقد مع الجهات المختصة لتوفير فرصة للاجئين الصيادلة القادمين من سوريا للتدريب في (500) صيدلية في عموم مدن هولندا.
وفيما يتعلق ببلدها الام العراق فتؤكد انها تملك خطة متكاملة لتطوير القطاع الصحي، لكنها للاسف لا تتمكن من تقديمها حاليا في ظل تفشي الفساد والمحسوبية، لذا فإنها تكتفي بإرسال التبرعات والادوية لبلدها، حتى تتحسن الظروف.
التعامل مع الضحية والجلاد
وتكشف السيدة ندى الربيعي ان من مفارقات عملها في مجال الصيدلة انها تعاملت مع جنود خدموا في العراق بعد الاحتلال، وعادوا بمشاكل صحية ونفسية ، بسبب إرتكابهم جرائم بحق العراقيين مما ولد عندهم صدمات نفسية بعد عودتهم إقتضت علاجهم، وفي الوقت نفسه فإنها تعاملت مع عراقيين تعرضوا لصدمات نفسية ومرضية بسبب الاحتلال وتعامله الوحشي معهم ؟! ورغم انني عراقية الاصل ولدي مواقفي من الاحتلال ، الا ان واجبي المهني يحتم علي التجرد من موقفي السياسي والتعامل مع كلا الطرفين من جانب طبي وإنساني.
ومن بين المنجزات المهمة التي حققتها السيدة الربيعي هو كونها أول أجنبية تكتب في مجلة متخصصة بالصيدلة في هولندا عمرها (150) عاما، ولديها مقال شهري تناقش فيه قضايا مختلفة ومتنوعة بما فيها السياسة وعلاقتها بالصيدلة.
كما تعمل حاليا على كتاب له علاقة بخصوصية الافراد في اوروبا ومحاولة السيطرة عليهم من قبل المنظمات والحكومات.
الحقوق محفوظة لصحيفة يورو تايمز ووكالة الصحافة الاوروبية بالعربية