رعد اليوسف : يورو تايمز .. الظن واليقين
لم يخب ظني في (يورو تايمز).. وولادتها في فضاءات الغربة .. غربة اللغة .. والقوانين المعقدة والصعبة ، وتقاطعات مجتمع الهجرة ، والامزجة ، والانتماءات وغير ذلك .
اذ كبرت فرحتي ، وتحول ظني الى يقين ، حين تسلمت بعض النسخ من الجريدة الورقية ، وصلت من السويد مع الزميل الفنان ناصر الحربي مشكورا .. حيث فاقت التصور كمواد صحفية متنوعة ، وكتصميم ، وحسن طباعة .
واني حينما اشرت في مقالتي السابقة الى انها ستكون رقما مهما في معادلة الاعلام ..اجد نفسي اليوم واقفا باجلال كبيرومهنية ، مضيفا.. انها رائدة ، ونموذجا متميزا لمطبوع يحتذى به ، لمن يمتلك الطموح في اصدار صحيفة جديدة .
خاطبت (يورو تايمز) بذكاء صحفي بارع القارىء العربي في اوربا ، عبر اعتمادها شبكة من الفروع والمكاتب ، نجح العاملون فيها في تهيئة ملفات صحفية عن البلدان الاوربية ، تتضمن موضوعات منوعة ولقاءات مصورة ، كهنا السويد .. هنا فنلندا ..هنا المانيا ..هنا بلجيكا.. ذكرتني بطريقة العمل الصحفي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي .. ايام ازدهار الصحافة في بغداد .
وتعاملت الصحيفة مع الخبر ، بكل انواعه ، بانتقائية تثير فضول القراءة والمتابعة ، مع تقارير صحفية تتناول القضايا الساخنة التي يبحث القارىء العربي في اوربا عنها .. اضافة الى الاعمدة الصحفية لعدد من الكتاب المبدعين .
الدهشة تمضي مع المتصفح للجريدة حتى تتحول الى فرحة غامرة ، من الصفحة الاولى التي طغت عليها اللمسات الصحفية المحترفة الى بتبويب الصفحات ، واسلوب توزيع الموضوعات فيها ، ورقي التصميم ، من دون ضجر او ملل ، حتى بلوغ الصفحة الاخيرة .
باعجاب كبير وبلا تردد .. (يورو تايمز) احتلت اعلى المراتب منذ الولادة والخطوة الاولى .. نتمنى لهذا المشروع التقدم .. انه ينم عن جذر صحفي تفرعت عنه اغصان قوية .. حملت ثمارا طيبة.