د. علي الجابري : الدواعش عائدون .. فماذا أعددنا لهم
كل المؤشرات في معركة الموصل تشير الى هزيمة تنظيم داعش الارهابي وهروب أبرز قيادات التنظيم الى سوريا وأماكن أخرى. وكلما تتقدم القوات العراقية على الارض في الموصل، تضيق فرص الدواعش في البقاء، حتى وإن حاول المحليين منهم الاختباء بين المدنيين. أما الاجانب والعرب منهم فلا مكان لهم ولا فرصة للاختباء، وليس أمامهم سوى الموت أو الهرب. وإذا ما بدأت معركة الرقة – المعقل الرئيس للدواعش- فإن نهاية التنظيم على الارض التي إغتصبها ستكون محتمة وإن طال أمد المعركة.
تشير المعلومات الواردة من الموصل إن أغلب قيادات داعش في الموصل ، هربوا هم وعوائلهم الى الرقة السورية، واذا ما ضاقت بهم الارض السورية فلا مفر لهم الا الهرب ، وخاصة الاجانب منهم ( وأقصد دواعش أوروبا الذين يقاتلون في صفوف التنظيم ).
ويبدو أن دول أوروبا التي تعرف حجم أعداد المقاتلين الارهابيين الذين خرجوا منها ، تتفاوت في مواقفها من إستقبال أعضاء التنظيم من حملة جنسياتها إذا ما قرروا العودة.
الامر مرتبط بتشريعات بعض الدول التي تحتاج الى إعادة نظر، حيث لا تجرم بعض الدول من يقاتلون خارج حدودها، وهناك دول أخرى تنظر الى القضية من جانب إنساني كما تدعي، وترى بضرورة إستيعاب هؤلاء وإدخالهم في دورات تأهيلية لاعادة دمجهم في المجتمع، وتلك طامة كبرى ، ان تعتقد بعض دول أوروبا ان من ذهب عقله وكان مؤهلاً ان يفجر نفسه متى ما طلب منه ذلك يمكن أن يتراجع ويعود مواطناً صالحاً في بلاده.. ناهيك عن الحواضن الكثيرة لهؤلاء في الكثير من مدن اوروبا التي عرفت بإنها الحديقة الخلفية لهذا التنظيم الذي بات خطره ينتشر كالهشيم في النار في كل العالم.
إن دولاً أوروبية مثل السويد وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ممن خرج منها اكبر عدد من الارهابيين يجب ان تنتبه لهذا الخطر القادم، لان شعوبها لم تعتد على تلقي عدد كبير من ضربات الارهابيين كما في العراق وسوريا. وقواتها الامنية لا يبدو انها تمتلك الجهوزية الكاملة للتعامل مع هؤلاء الارهابيين، وما حدث مؤخرا من ضربات إرهابية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا خير دليل علي ما نقول.
دواعش أوروبا يراقبون الان رسائل دولهم إليهم، حول كيفية التعامل معهم في حال عودتهم، ومن الضروري ان لا ترسل لهم رسائل خاطئة ، كما سمعنا بعض الاصوات في السويد التي تطالب بإعادة تأهيلهم !!
وعلى الجاليات العربية ان تدرك جيداً ان الخطر الذي يشكله دواعش أوروبا في حال عودتهم يمكن أن ينعكس عليهم وعلى وجودهم في المحصلة النهائية. وعلى عرب أوروبا ان يتذكروا جيداً حجم الاعمال الانتقامية التي طالت العرب والمسلمين في فرنسا وبلجيكا بعد الاعتداءات الارهابية التي وقعت في باريس وبروكسل. لذلك يجب ان يشكل العرب (لوبي) ضغط على مصدر القرار الامني والحكومي بعدم التهاون مع دواعش أوروبا العائدين، والاسراع بمحاكمتهم كمجرمي حرب، دون تأخير، قبل ان لا يحدث ما يحمد عقباه.
والاتحاد الاوروبي هو الآخر عليه أن يتخذ قراراً موحداً في ملاحقتهم، لضمان عدم إستغلال جوازاتهم الاوروبية للتنقل والعيش في بلدان أوروبية أخرى خشية ملاحقتهم في بلدانهم التي تعرفهم جيداً.
تذكروا جيداً ، ان دواعش أوروبا تدربوا على تنفيذ مختلف العمليات الارهابية وبشتى الطرق والوسائل البدائية ؟ ويمكن أن تنتقل حربهم لدولهم !! فهؤلاء القوم ذهبوا مشاريع مجرمين، وعادوا مغمسين بالدم والموت والحقد على البشرية جمعاء !!