طب وتكنولوجيا

خبراء: لقاح كورونا سينقذ الأرواح حتى لو لم تكن فعاليته مثالية

 

مع استمرار حالات الإصابة بكورونا في الارتفاع في النقاط الساخنة بجميع أنحاء الولايات المتحدة، أثارت النتائج الإيجابية من المرحلة الأولى من العديد من تجارب الأدوية الآمال في أن اللقاح سيساعد الأميركيين قريباً على العودة إلى الحياة الطبيعية، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».

لكن الخبراء يشددون على أنه حتى إذا لم يكن اللقاح فعالاً بنسبة 100 في المائة، فسيظل أداة آمنة ومهمة في مكافحة الفيروس.

وقال الدكتور مايكل ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، خلال جلسة أسئلة وأجوبة أمس (الأربعاء): «في الواقع… اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100٪». وتابع: «الفكرة القائلة بأننا سنحصل على لقاح في غضون 2 – 3 أشهر، وبعد ذلك سيختفي هذا الفيروس فجأة ليست واقعية».

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك دائماً نسبة صغيرة من الأشخاص غير المحميين بعد التطعيم، بينما بالنسبة للآخرين، قد تقل الحماية مع مرور الوقت.

وعند تقييم فعالية اللقاح بين عامة السكان، يعمل الخبراء على تقدير النسبة المئوية للأشخاص الذين تم تلقيحهم والذي من المتوقع أن يحميهم اللقاح. على سبيل المثال، تتراوح فعالية لقاح الإنفلونزا السنوي بين 40 – 60 في المائة، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض. وبالتالي، في المتوسط، يقلل لقاح الإنفلونزا من خطر إصابة الشخص بالإنفلونزا بنسبة 60 في المائة.

وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على فعالية اللقاح، مثل عمر الفرد، والاعتلال المشترك، والتعرض المسبق للمرض. ووفقا لدراسة نشرتها الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة، فإن خصائص اللقاح الخاصة – تكوينه، وطريقة توصيله، سواء كان حياً أو غير نشط – تحدد أيضاً فعاليته.

وقال ريان إن اللقاحات تولد مناعة لدى «معظم الأشخاص»، مشيراً إلى لقاح الحصبة كمثال على لقاح «فعال للغاية» يوفر مناعة لحوالي 95 في المائة من الناس.

ومع ذلك، لا يزال العلماء لا يعرفون مدى فعالية لقاح «كورونا»، حسبما قال ريان. وحتى 28 يوليو (تموز)، أفادت منظمة الصحة العالمية بوجود 25 مرشحاً للقاح في التقييم السريري.

وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أنها تهدف إلى أن يكون للقاح فعالية بنسبة 50 في المائة على الأقل، وقد يتطلب تعزيزات.

لكن الخبراء يقولون إنه لمجرد أن اللقاح ليس مثالياً، فهذا لا يعني أنه ليس منقذاً للحياة.

وقال ريتشارد كون، أستاذ بجامعة بوردو، لشبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية: «هناك مسببات الأمراض التي نحصل فيها على جرعات معززة… تحصل على حقنة التطعيم ضد التيتانوس كل 10 سنوات. أنت تحصل على الحماية، لكنها لن تبقى إلى الأبد».

وأضاف كون: «ليس لدينا عالم مثالي… أنت بحاجة إلى لقاح، وأنت بحاجة إلى التطعيم».

*هل يعتبر اللقاح آمناً إذا لم يكن فعالاً بنسبة 100٪؟

تشرح الدكتورة ديبورا فولر، أستاذة علم الأحياء الدقيقة في جامعة واشنطن: «يفكر معظم الناس في اللقاحات على أنها شيء شخصي – يأخذون لقاحاً لأنهم لا يريدون أن يمرضوا. لكن التطعيم لا يتعلق بالفرد… إنه يتعلق بحماية مجتمعك».

وقالت فولر: «الفيروسات ستصيب أي شخص تستطيع إصابته». وتابعت: «مع تطعيم المزيد من الناس، سيحصل الكثير منهم على مناعة ضد العدوى – وبالتالي سيكون للفيروس عدد أقل من المضيفين لغزوهم».

وأوضحت فولر: «عندما تصل إلى حصانة 50 في المائة من السكان، فهذه هي النقطة المحورية حيث ستبدأ في رؤية انخفاض بعدد الأشخاص المصابين».

زر الذهاب إلى الأعلى