هنا اوروبا

فرنسا: عشرات المهاجرين والناشطين يستولون على أحد أبنية جامعة باريسية

يتخذ حوالي 30 مهاجرا من أحد أبنية جامعة باريس الثامنة (سان-دوني) مقرا لهم لليوم الرابع على التوالي، بعد أن استولوا عليه بمساعدة مجموعات من ناشطي حقوق الإنسان مساء الثلاثاء 30 كانون الثاني/يناير.

 

تشرد، نوم في الشارع، عنف وظروف حياة مزرية.. يوميات مهاجرين ولاجئين يعيشون في شوارع باريس منذ أشهر، دفعهم هذا الوضع إلى الاستيلاء على مبنى في داخل جامعة باريس الثامنة شمال العاصمة في 30 كانون الثاني/ يناير، بمساعدة مجموعة من ناشطي حقوق الإنسان.

   8مهاجرون في باريس 8

 

 

 

اتفاقية دبلن

ينحدر معظم المهاجرين من إريتريا وإثيوبيا والصومال والسودان وغينيا، ويطالبون بإلغاء  اتفاقية دبلن للحصول على حق اللجوء في فرنسا، فضلا عن حق التعلم في الجامعات الفرنسية.

من الناحية القانونية، تشترط اتفاقية دبلن تقديم طلب اللجوء في أول بلد أوروبي (موقع على الاتفاقية) يدخل إليه المهاجر. هذا يعقد الوضع بالنسبة لبعض طالبي اللجوء في فرنسا الذين اضطروا إلى المرور عبر إيطاليا مثلا حيث تم تسجيل بصماتهم هناك، بالتالي يحق لفرنسا رفض طلبهم وإعادتهم إلى إيطاليا.

يطلق الناشطون المنظمون لهذه المبادرة على أنفسهم اسم "لجنة دعم المنفيين". ويوضح أحد المنظمين (الذي فضل عدم ذكر اسمه) في حديثه مع مهاجرنيوز أن هذا التحرك يأتي "ردا على نداء أطلقته مجموعة من الناشطين في نانت وغرونوبل وليون نظموا مبادرات مماثلة مؤخرا دعوا فيها إلى الاستيلاء على مباني جامعات بهدف إسكان اللاجئين".

 

 

View image on Twitter
 

(تغريدة من قبل لجنة دعم المنفيين حول مطالب المهاجرين التي تتمثل بإلغاء اتفاقية دبلن، والسماح للمهاجرين بإكمال تعليمهم في الجامعات، وأوراق إقامة للجميع وتأمين سكن)

 

 

وعن عدد اللاجئين المتواجدين في المبنى، رفض المنظمون إعطاء رقم دقيق "كي لا يؤثر ذلك على المفاوضات التي تجري مع الجامعة". لكن يقدر عددهم بنحو 30 لاجئا.

حتى الآن، لا يوجد رد رسمي من قبل الجامعة إذ لم يجب المسؤولون الإداريون هناك عن الأسئلة التي أرسلناها لهم.

تجدر الإشارة إلى أن الجامعة لم تستدع الشرطة لإخراج المهاجرين من المبنى.

من جهته، يوضح أحد المنظمين أن بعض أساتذة الجامعة "أظهروا لنا الدعم وكانت ردة فعلهم إيجابية".

عند وصولنا إلى المقر، كانت تجري مفاوضات بين المهاجرين ورئيس الجامعة حول مطالب باستخدام أماكن الاستحمام (المخصصة للنادي الرياضي لطلاب الجامعة) وحرية الدخول والخروج من الجامعة.

لكن بعد بضعة ساعات لم يوح الوضع بأن الأمور ستكون أكثر مرونة.

عند خروجنا، رفض أحد عناصر أمن الجامعة السماح لأحد الأشخاص بإدخال ثياب وأغطية للاجئين، وأوضح أنه "وصلتنا تعليمات تمنع إدخال أي نوع من المساعدات الغذائية أو حتى الثياب والأغطية إلى المهاجرين".

 

"أريد البقاء في فرنسا وإكمال تعليمي"

عثمان (23 عاما)، لاجئ من غينيا وصل إلى فرنسا منذ 8 أشهر بعد أن سلك طريق الهجرة غير الشرعية مرورا بمالي والجزائر وليبيا ثم إلى إيطاليا ومنها إلى فرنسا.

يتحدث عثمان إلى مهاجرنيوز بلغة فرنسية ضعيفة وبصوت خافت يبدو عليه اليأس، "بعد رحلتي الطويلة والعنف الذي تعرضت له من قبل الشرطة، وصلت إلى فرنسا لكن يبدو أن المعاناة لم تنته هنا. منذ لحظة وصولي وأنا بلا مأوى، أتنقل بين مراكز الإسكان المؤقتة في وضع غير مستقر".

قدم عثمان طلب اللجوء في فرنسا، لكنه يوضح أنه "بسبب اتفاقية دبلن يريدون إرجاعي إلى إيطاليا، وأنا كل ما أريده هو البقاء في فرنسا والعيش بشكل طبيعي. أريد إكمال تعليمي في الجامعات الفرنسية".

بلا سكن

أما بالنسبة لآدم، اللاجئ من مدينة الدمازين جنوب شرق السودان، فالمشكلة الأساسية تتمثل في عدم تمكنه من إيجاد سكن.

يوضح آدم في حديثه مع مهاجر نيوز أنه وصل إلى فرنسا منذ حوالي 3 سنوات وحصل أخيرا على إقامة مؤقتة (الحماية الإنسانية)، "لكنني أعيش في الشارع وأمضي أيامي بلا مأوى. لم أكن أتوقع أن يتم ترك اللاجئين والمهاجرين في الشارع بهذا الشكل اللاإنساني. لا توجد أدنى مقومات العيش هنا، فليس لدي سكن وأشعر كأنني في حلقة مفرغة حيث لا أستطيع الحصول على عمل أو أن أتعلم اللغة وأنا بلا مأوى".

أفضل من النوم في الشارع

ويتمثل الطلب الرئيسي لـ"لجنة دعم المنفيين" بإلغاء اتفاقية دبلن و"عدم التمييز أو الفصل بين المهاجرين الاقتصاديين واللاجئين السياسيين". ووجوب "معاملة جميع المنفيين على سواء" بحسب أحد المنظمين.

ينظم المتطوعون المكان ويجمعون مساعدات غذائية من المنطقة بالتعاون مع طلاب الجامعة وسكان المنطقة. كما أنهم يعملون على تنظيم مواعيد الطعام والطهي والتنظيف وبعض النشاطات الرياضية للمهاجرين. المكان يبدو عليه التنظيم ما يؤكد أنها ليست المرة الأولى التي ينظم فيها هؤلاء الناشطين مبادرة كهذه.

 

وعن هذه المبادرة يقول آدم إنها "لفتة كريمة من هؤلاء الفرنسيين الذين أظهروا بأنهم يقفون إلى جانب اللاجئين ويقدمون الدعم لنا. بالطبع البقاء هنا أفضل من البقاء في الشارع حيث نتعرض للإهانة والعنف المستمر من قبل الشرطة الذين يطلبون منا الرحيل".

 

 

 -   8نشاطات – مهاجرون باريس 8

 

 

 

  صالة في الجامعة

 

 

 

   8طعام للمهاجرين باريس 8

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى