أخبار

العالـم يشيّـع إليزابيـث الثانيـة اليـوم

تشيع بريطانيا، اليوم الاثنين، في جنازة رسمية مهيبة الملكة إليزابيث الثانية، في حين انخرط الملك تشارلز الثالث في سلسلة لقاءات مع قادة العالم الذين وصلوا إلى لندن، فيما يتواصل تقاطر المشيعين لإلقاء النظرة الأخيرة على النعش. وتجمعت الحشود في محيط كنيسة وستمنستر، حيث ستقام الجنازة الرسمية للملكة في وقت تحولت فيه العاصمة البريطانية إلى مربع أمني لحماية حشود المعزين والزوار الأجانب.

زوار المملكة

واستقبل الملك تشارلز الثالث، مساء أمس، العشرات من المسؤولين الوافدين للمشاركة في الجنازة، وبينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن في قصر باكينغهام. وألقى عدد من القادة بينهم رؤساء وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، وأستراليا، أنتوني ألبانيزي، وكندا، جاستن ترودو، النظرة الأخيرة على النعش في قاعة وستمنستر.

وأشاد ألبانيزي في تغريدة بأداء الملكة الراحلة «تجاه الواجب والإيمان والعائلة والكومنولث»، بينما اعتبر ترودو بعد توقيع سجل العزاء أن الملكة إليزابيث الثانية «عملت طوال حياتها وتحملت وزر واجباتها بلباقة لا تضاهى».

وقفة وداعية

وتنتهي الفترة المخصصة للمشيعين الراغبين بوداع الملكة الملفوف نعشها بالعلم البريطاني والمسجّى في قاعة وستمنستر في البرلمان الساعة 6,30 (5,30 ت غ) من صباح اليوم الاثنين. ومع استمرار وداع المشيعين للملكة، شارك الأحفاد الثمانية للملكة وعلى رأسهم الأميران وليام وهاري في وقفة وداعية حول النعش استمرت 12 دقيقة. وهاري الذي شارك في دورتين مع الجيش البريطاني في أفغانستان، ارتدى الزي الرسمي لوحدة الفرسان التي خدم في صفوفها. ويبدو أن مشاركة هاري جاءت بعد عرض مصالحة قدّمه تشارلز لنجله الأصغر، بعدما اتّهم وزوجته ميغان العائلة المالكة بالعنصرية.

وسيحضر الجنازة أيضاً رؤساء الحكومات البريطانية السابقون، ورئيسة الحكومة الحالية ليز تراس. وليس من المتوقع أن يحضر الجنازة أي من صغار العائلة المالكة، بما في ذلك أبناء ولي العرش الأمير ويليام أو أبناء الأمير هاري، وأبناء زارا فيليبس حفيدة الملكة، نظراً لصغر سنهم.

كابوس أمني

وتشهد لندن تحدياً أمنياً استثنائياً لم يسبق له مثيل، وقالت السلطات أنها وضعت خطة وصفت بأكبر عملية لضبط الأمن والحماية في تاريخ المملكة منذ الحرب العالمية الثانية، مع توقعات رسمية بحضور مئات الضيوف من أكثر من مئتي دولة، ناهيك عن ملايين الأشخاص، ينتظر أن تغص بهم شوارع لندن. وأمام هذه التوقعات وحساسيتها تحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والأمن والمراسم، لإنجاح فعاليات الجنازة.

مراجعة التهديدات

وسيتمركز القناصة على أسطح منازل في لندن، فيما ستحوم طائرات مسيرة في سماء المنطقة، كما سيشارك عشرة آلاف ضابط شرطة بالزي الرسمي، فضلاً عن آلاف الضباط بملابس مدنية بين الحشود. ومنذ أيام تمشط الشرطة عبر دورياتها والكلاب المدربة المناطق الرئيسية، بعد استدعاء كافة عناصرها للمساعدة. كما يشار إلى أن أفراد الشرطة جاؤوا من كل ركن من أركان البلاد للمساعدة. من سلاح الفرسان الويلزي، إلى سلاح الجو الملكي، وسيكون هناك أكثر من 2500 من الأفراد العسكريين النظاميين على أهبة الاستعداد للتدخل في أي لحظة. كما يقوم مسؤولون من وكالات الاستخبارات البريطانية المحلية والأجنبية، MI5 وMI6، بمراجعة التهديدات الإرهابية كجزء من الفريق الأمني الهائل الذي يعمل في الجنازة.

تحد دبلوماسي

كما تحولت جنازة الملكة إلى تحد دبلوماسي هائل، حيث تفرض قواعد البروتوكول جلوس أفراد العائلات الملكية البالغ عددها 23 في الصفوف الأولى من كنيسة وستمنستر آبي، أمام الرئيس بايدن وحوالي 90 رئيساً ورئيس وزراء آخرين. ودعت الحكومة ما يقرب من زعيم 200 دولة وإقليم الحضور إلى لندن على متن رحلات تجارية، بسبب تعقيد الجدول الزمني لهبوط الرحلات التي تأتي في نفس الوقت في مطارات ما زالت تعاني من نقص الموظفين الناجم عن وباء كورونا. تجري مفاوضات مكثفة خلف الكواليس في منطقة تسمى «الحظيرة» في وزارة الخارجية البريطانية، حيث يعمل مئات الأشخاص، لتلبية مطالب حوالي 500 من كبار الشخصيات الأجنبية الذين سيحضرون الجنازة.

وبعد مراسم الجنازة، سينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور غرب لندن، حيث ستدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك، جورج السادس، ووالدتها وزوجها فيليب. ووقفت بريطانيا الأحد دقيقة صمت تكريماً ل«حياة وإرث» الملكة. وستختتم الجنازة حداداً رسمياً لمدة 11 يوماً في المملكة المتحدة.

(وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى