رياضة

سويسرا بكتيبة من المحترفين تتطلع للوصول لأبعد نقطة

عادة ما تذهب سويسرا للمشاركة في البطولات الكبرى بطموح متواضع، لكن هذه المرة ومع وصول أحد أفضل أجيالها من اللاعبين إلى قمة مستواهم، فإن التوقعات تبدو عالية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

وتضم التشكيلة الكثير من اللاعبين المشاركين في أفضل بطولات الدوري في أوروبا مثل: ريكاردو رودريغيز وفابيان شار وشيردان شاكيري وجرانيت تشاكا، وكلهم في منتصف العشرينات من عمرهم، ولديهم القدرة على اللعب في كأس العالم وبطولة أوروبا.

وتحصد كرة القدم السويسرية ثمار العمل الجاد في تطوير صفوف الناشئين على مدار عقد من الزمان، حيث استفادت من إمكانات الجيل الثاني من المهاجرين، وأغلبهم من يوغوسلافيا السابقة.

وحاول المدرب فلاديمير بتكوفيتش، وهو نفسه توج بلقب الدوري في يوغوسلافيا أثناء فترة لعبه مع سراييفو، أن يبث روحاً جديدة في الفريق، وأبلغ لاعبيه أنهم لم يعودوا يمثلون «سويسرا الصغيرة»، ويجب عليهم الهيمنة على المباريات.

وتخلصت سويسرا إلى حد كبير من الأسلوب الدفاعي الممل للمشجعين، الذي سبق أن انتهجته خلال نهائيات كأس العالم في 2006 و2010.

وقفزت سويسرا إلى المركز السادس في التصنيف العالمي للمنتخبات، إذ خسرت مرة واحدة في 12 مباراة بالتصفيات.

ويجسد بتكوفيتش، الكرواتي – البوسني الأصل، التنوع الثقافي لسويسرا التي تشارك في مونديال روسيا بتشكيلة لاعبين من جذور مختلفة، لكنهم يشكلون رغم ذلك «توليفة» منسجمة على غرار التنوع الثقافي والاندماج في المجتمع السويسري.

تضمنت رحلة بتكوفيتش (54 عاماً) نحو رأس الهرم الفني في كرة القدم السويسرية مشواراً كلاعب ومدرب في مختلف الأنحاء الأوروبية، لكنه اصطدم بعدم قبول الجماهير عند توليه المسؤولية في 2014، ليس بسبب جذوره البوسنية، بل لأنه خلف مدرباً كبيراً هو الألماني أوتمار هيتسفيلد.

لكن المدرب المولود في سراييفو عام 1963، والحامل للجنسيات السويسرية والكرواتية والبوسنية، كان على قدر المسؤولية بقيادة المنتخب السويسري إلى الدور الثاني من كأس أوروبا 2016 قبل الخروج بركلات الترجيح على يد بولندا.

ثم نجح في قيادة الفريق إلى نهائيات روسيا 2018 عبر الملحق القاري على حساب آيرلندا الشمالية، وذلك بعدما حل ثانياً في المجموعة الثانية تساوياً بالنقاط مع متصدر المجموعة المنتخب البرتغالي بطل أوروبا، الذي كان الوحيد الذي يفوز على رجال بتكوفيتش في التصفيات، وذلك في الجولة الأخيرة (2 – صفر)، ما سمح لكريستيانو رونالدو ورفاقه بتصدر المجموعة.

ولمع نجم بتكوفيتش كلاعب وسط مع سراييفو قبل الانتقال إلى سويسرا عام 1987، حيث حصل لاحقاً على الجنسية. بعد اعتزاله عام 1999 درب أندية في سويسرا وتركيا ولاتسيو الإيطالي، حيث أحرز لقب الكأس المحلية عام 2012.

وعلى غرار بتكوفيتش، هاجر عدد كبير من لاعبي سويسرا من أوروبا الشرقية، ما يعقد الوحدة اللغوية والثقافية لفريق يمثل بلداً لديه في الواقع 4 لغات هي الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانش.

ورغم مؤشرات التفاؤل، فإن هناك الكثير من الشكوك حول قدرة الفريق على التماسك في المواجهات الكبرى، بعد تعرض نجومه لضغوطات ونتائج سلبية مع أنديتهم المحلية.

وخرج فابيان شار من حسابات ديبورتيفو لاكورونيا، وعانى شاكيري من الهبوط مع ستوك سيتي إلى دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، بينما اعتبر البعض تشاكا كبش فداء معاناة آرسنال في الفترة الأخيرة.

وتتمثل أكبر مشكلات سويسرا في خط الهجوم، إذ لم يظهر أي لاعب من المحتمل مشاركتهم بشكل مميز مع ناديه، وبات الحارس سيفيروفيتش الاختيار الأول في تشكيلة بلاده، رغم أنه يجلس على مقاعد البدلاء مع بنفيكا.

ليس ذلك فحسب، بل تعرض سيفيروفيتش لصيحات استهجان من المشجعين عند استبداله مع بلاده في المواجهة الفاصلة بالملحق أمام آيرلندا الشمالية، في تصرف نادر من الجماهير السويسرية.وبلغت سويسرا دور الستة عشر في آخر بطولتين كبيرتين، لكنها لم تظهر في دور الثمانية منذ كأس العالم 1954 عندما استضافت المسابقة. وتقلصت آمال سويسرا بعض الشيء في الوصول إلى أدوار متقدمة بعد سحب القرعة.

ومن المنتظر أن تتصدر البرازيل هذه المجموعة، على أن تقاتل سويسرا مع كوستاريكا وصربيا على المركز الثاني الذي سيجعل صاحبه يخوض صداماً محتملاً في دور الستة عشر مع ألمانيا المدافعة عن اللقب.

نجم الفريق

شاكيري

تعلق سويسرا آمالها على شيردان شاكيري ليكون «زئبق» المنتخب في مونديال روسيا، الذي يرتدي أهمية بالغة للاعب على الصعيد الشخصي، لا سيما أنه أصبح على الأرجح من دون نادٍ بعد هبوط فريقه ستوك سيتي الإنجليزي إلى الدرجة الأولى نهاية الموسم المنصرم.

ويأمل الجناح البوسني الأصل في الاستفادة من المونديال الروسي، لتقديم أفضل ما لديه وتعزيز حظوظه بالانتقال إلى فريق كبير، على غرار فريقيه السابقين بايرن ميونيخ الألماني (2012 – 2015) وإنتر ميلان الإيطالي (2015).

ويطمح ابن السادسة والعشرين، الذي يتميز بتسديداته اليسارية الصاروخية، وإبداعه هجومياً ودفاعياً، إلى تكرار سيناريو مونديال 2014 على أقل تقدير حين أصبح ثاني لاعب سويسري يسجل ثلاثية في النهائيات ضد هندوراس (3 – صفر) في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول، واضعاً بذلك بلاده في الدور الثاني.

وأظهر شاكيري موهبته مجدداً في صيف 2016 خلال كأس أوروبا في فرنسا، حين سجل هدفاً بتسديدة مقصية رائعة ضد بولندا في الدور الثاني، دون أن يكون ذلك كافياً لتجنيب بلاده الخروج بركلات الترجيح.

وعلى رغم مكانته في المنتخب كأحد الأعمدة الأساسية منذ أن ضمه إلى تشكيلة مونديال 2010 المدرب الألماني الفذ هيتسفيلد، عجز شاكيري عن إظهار قدراته الحقيقية على صعيد الأندية إن كان في بايرن الذي توج معه بلقب الدوري (مرتين) والكأس (مرتين) وكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية (كلها في 2013)، أو إنتر ميلان الذي أمضى معه نصف موسم رغم توقيعه عقداً لأربعة أعوام ونصف العام.

ولا تزال الفرصة قائمة أمام اللاعب السابق لبازل السويسري للقيام بالخيار الصحيح، وإظهار موهبته، لا سيما أن من يطلق عليه «ميسي الألب» لا يزال في السادسة والعشرين من العمر.

بالنسبة لشاكيري، فإن ما قدمه مع ستوك في الموسم المنصرم كان جيداً على صعيد الأداء الشخصي، على رغم هبوط الفريق. وربما كان مدرب سويسرا السابق هيتسفيلد أكثر العارفين بقدرات شاكيري، عندما قال: «شاكيري هو اللاعب الذي في إمكانه خلق الفارق لأن في استطاعته تغيير وجهة المباريات بمفرده».

وتعود مقارنة شاكيري بنجم برشلونة الإسباني ومنتخب الأرجنتين ليونيل ميسي إلى بنيته الجسدية وفنياته المبهرة، وهو يتميز بقراءته الجيدة لمجريات اللعب، وقدرة نادرة على المراوغة إلى جانب قدرته على شغل مراكز عدة.

وستكون الآمال معقودة مجدداً على شاكيري في مونديال روسيا، الذي يستهله مسجلاً 20 هدفاً في 68 مباراة دولية بمواجهة صعبة ضد برازيل نيمار ضمن المجموعة الخامسة التي تضم صربيا وكوستاريكا.

التشكيلة

> المدير الفني: فلاديمير بتكوفيتش

> حراسة المرمى: رومان بوركي وإيفون مفوغو ويان سومر

> الدفاع: يوهان دجورو ونيكو إلفيدي ومايكل لانغ وستيفان ليختشتاينر وفرنسوا موباندجي وريكاردو رودريغيز وفابيان شار ومانويل أكانجي.

> الوسط: فالون بهرامي وبليريم دزيمايلي وجرانيت تشاكا وجيلسون فرنانديز وستيفن تسوبر وشيردان شاكيري ودينيس زاكاريا وفابيان فراي.

> الهجوم: بريل أمبولو وهاريس سيفيروفيتش ويوسيب درميتش وماريو غافرانوفيتش.

 
 
 
 
 
 
 
 
ا ش ا
زر الذهاب إلى الأعلى