كشف المستور

“إرهاب جديد” في أوروبا تقوده منصات التواصل الاجتماعي

أفاد تقرير أوروبي إلى أن انتشار المحتوى المتطرف الإرهابي على الإنترنت سيساهم مع الوقت بزيادة الضغط على شركات التقنية للامتثال للطلبات الحكومية.

ورأى التقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء على موقع "يورآكتيف" الإلكتروني، أن الوقت بات مناسباً لاستغلال الاتحاد الأوروبي الفرصة والخروج بدور قيادي يساهم في بلورة معايير واضحة للحد من انتشار الدعاية المتطرفة.

واعتبر وزير الدفاع البولندي السابق، الأستاذ في جامعة هارفرد، ريديك سيكورسكي في تقريره، أن الحرب باتت على نحو متزايد تجنح نحو المعارك غير التقليدية، وأصبحت الحاجة إلى ضمان الأمن عبر الإنترنت أمراً ملحاً في مواجهة مجموعة حديثة من التهديدات التي تختبر المساحة الافتراضية الآمنة التي توفرها أوروبا.

ويعتبر التقرير أن موجة جديدة من الإرهاب ظهرت في غرب أوروبا، مدعومة من الدعاية السياسية الإرهابية إلى جانب الخطط التي يتم تنظيمها عبر منصات التواصل الإجتماعي. أما في الشرق، فإن الاستفزازات الروسية على الانترنت حاولت تقويض الانتخابات الديمقراطية والتحريض على زعزعة استقرار أوروبا.

ويشير التقرير إلى أن الهجمات الإلكترونية كما الدعاية السياسية، لا تحترمان الحدود السياسية الوطنية، إذ بإمكانها أن تتغلغل ضمن المجتمعات بظل صعوبة اكتشافها.

ولذلك، بات مستوى التحدي أصعب من السابق مع معارك لا تقع سوى في الأماكن الافتراضية، وسط الاستفادة من شبكة إنترنت مفتوحة ومجتمع مترابط بين بعضه البعض.

ويؤكد وزير الدفاع السابق أن الخروج بقرار حكومي أصبح أمراً حرجاً وضرورياً، موضحاً أنه يجدر بالاتحاد الأوروبي أن يحمي نفسه بشكل أفضل ضد العدوان الروسي على الانترنت مع سعيه الدائم إلى إثارة الاضطرابات في المنطقة الأوروبية. ويجدر على الاتحاد أن يكون أكثر حزماً في هزيمة موجة انتشار المواد المتطرفة على الإنترنت التي تهدف إلى تغلغل أيديولوجياته الفاسدة وإلهام العقول لارتكاب الجرائم والأعمال المميتة.

ويعتبر الكاتب أن الحكومات الأوروبية ليست وحيدة في المعركة ضد الإرهاب والتهديدات، إذ أن شركات التقنية حول العالم عليها الولوج أكثر لمحاربة القمع الافتراضي الذي تحاول روسيا كما المجموعات الإسلامية المتطرفة فرضه في أوروبا والعالم. 

ومع انتشار المواد المتطرفة على منصات فيس بوك وتويتر ويوتيوب، فهذا يعني أن هذه المواد تتواجد اليوم بين أيدي الجميع وليس من الصعب على الأشخاص المغرر بهم الوصول إلى هذا النوع من الرسائل المليئة بالكراهية التي قد تودي بهم إلى دوامة عنف باتت ظاهرة للعيان في الشوارع وعلى الشاشات.

ويعتبر الوزير البولندي السابق، أن ردود أفعال شركات التقنية ضد هذا الكم من الهجمات والمواد المتطرفة المنتشرة كانت بطيئة وغير فعالة بالشكل المطلوب، وسط النجاح المستمر بالعثور على مقاطع الفيديو التي تشجع على تجنيد الشباب لمصلحة تنظيم داعش على الإنترنت بشكل سهل.

ومن بين المنصات المفتوحة على الانترنت، لا يزال موقع "جست بايست ات"، وعلى الرغم من تعاونه مع الأجهزة الأمنية والقضائية، يعاني في محاولاته لإزالة المحتوى المتطرف من خوادمه.

ولم يخف الوزير أن الضغوطات التي تعرضت لها شركات التقنية على مدى الأشهر الماضية نتج عنها بعض الإيجابية تجاه إغلاق بعض قنوات تواصل الإرهابيين والمتطرفين.

ويختم التقرير بالإشارة إلى أن بإمكان الاتحاد الأوروبي لعب دوراً أكبر في الضغط على هذه الشركات للامتثال لقواعد تنظم بشكل أكبر عمليات تبادل المعلومات على الإنترنت، لضمان بقاء الإنترنت مساحة افتراضية آمنة تهدف لجمع الكوكب كله على الخير، بدلاً من تحويله إلى سلاح لإيذاء الآخرين.

ترجمة : موقع 24
زر الذهاب إلى الأعلى