آراء

أحمد الصائغ : ستوكهولم .. اللهم اجعلها بلدة آمنة

بعد ان أغلقت معظم الدول الاوربية حدودها بوجه القادمين من بلاد الشرق الأوسط والهاربين من ويلات الحروب والعوز والدكتاتوريات ، وبعد أن سدت كل الأبواب أمام الفارين من الربيع العربي، بقيت أبواب السويد مفتوحة على مصراعيها لاستقبال المهاجرين لتراهن أولاً على انسانيتها في التعامل مع اللاجئين واحترام اتفاقية جنيف لحقوق الانسان، وبالرغم من اعتراض بعض أحزاب المعارضة في استقبال المزيد من اللاجئين لكن السويد بقيت الحاضنة لهم، وتوفر كل متطلباتهم أثناء فترة الانتظار لدراسة طلباتهم، وحتى بعد حصولهم على قرار الاقامة، ولكن ومع الاسف فان هناك بعض ممن ابتلت بهم البشرية ليس فقط لا يرد الجميل لهذا البلد الذي آواه ولا لشعبه الذي أحسن استقباله، ولكن نجد هذا النفر الضال يحاول بكل ما يستطيع ان يسئ لسمعة عشرات الآلاف من العرب والمسلمين المتعايشين مع السكان الاصليين بكل محبة وتفاهم، فقبل أربع سنوات فجر "تيمور عبد الوهاب" نفسه وسط مدينة استكهولم بحزام ناسف والمفارقة بأن الحزام لم ينفجر كليا ولم يصب احد سوى "تيمور" ولكن ولطيبة السويديين المعروفة اعتقدوا اثناء سقوطه بانه تعرض الى عارض صحي فهرعوا الى انقاذه ولولا ان صعقهم منظر الحزام الناسف الذي كان يلف به جسده لحملوه على صدورهم الى المستشفى، وكان تيمور قد عاش ودرس واستفاد مما تقدمه السويد للاجئين ولكن ….. 

وبعد اربع سنوات من حادث مقتل "تيمور" وصل الى السويد  "رحمت عقيلوف" القادم من اوزبكستان ليقدم على طلب اللجوء وما ان يرفض طلبه يقوم بسياقة شاحنة في احد الشوارع الرئيسية وسط العاصمة وتسبب في  دهس عدد من المارة حاصدا اروح أربعة من الابرياء اضافة الى عدد من الجرحى في عمل اجرامي ارهابي دنيء. 

وبعد هذه الحوادث الاجرامية  نجدهم يوغلون بالارهاب والاجرام لأنهم يجدون لمسة انسانية في  القانون السويدي ويعتبروها نقطة ضعف ممكن ان يتسلل من خلالها تنفيذ مخططاتهم اللانسانية من قتل وتفجير ودمار للشعوب، وهنا لابد ان نقف بروح واحدة لمساندة القانون السويدي وندعمه بقوة للقضاء على تلك العصابات الاجرامية التي تريد ان تحيل ليل السويد الهادئ والآمن الى  رعب وقتل وانفجارات … 

حمى الله السويد وأهلها من كل سوء، وأبعد الله عنهم وعن بلداننا العربية شبح الارهاب ليعيش الانسان بمحبة وسلام وآمان . 

 
كاتب من السويد
 
المقال ينشر بالتزامن في وكالة الصحافة الاوروبية وصحيفة يورو تايمز
زر الذهاب إلى الأعلى