منوعات

“شجرة لكل مواطن” مشروع مانشستر لجعل المدينة أكثر صحة وسعادة

مانشستر، ثالث أكبر مدينة في المملكة المتحدة من حيث عدد السكان، تعطي أولوية خاصة بالبيئة من خلال مشروع مدينة الأشجار. المشروع يتمحور حول زارعة شجرة لكل ساكن في المدينة أي حوالي 3 ملايين شجرة جديدة في أنحاء مانشستر الكبرى وذلك في محاولة لجعل المدينة أكثر صحة وسعادة ومتعة للعيش فيها.

سيزرع الأشجار مجموعة من المتطوعين الإيكولوجيين الذين يحاولون تجديد المناطق التي تم تجاهلها أو لم تُستغل والتي أصبحت بمرور الزمن غير محبوبة في المدينة الواقعة في شمال غرب إنجلترا.

وبالإضافة إلى تخضير شوارع المدينة، سيعمل المتطوعون في المشروع مع ملاك الأراضي لإنشاء مناطق غابات جديدة وإدارتها وتجديد المساحات الخضراء الموجودة. هذه المبادة ستشمل حوالي 2000 هكتار من الأراضي.

كما سيدير ​​المنظمون مشاريع زراعية في مدارس مانشستر لتعزيز الوعي في مجال البيئة وإعادة ربط أطفال المدينة بالغابات والطبيعة والحياة البرية. ويتضمن هذا المشروع الهادف أيضاً إنشاء بساتين حضرية مع مخططات لتعزيز المشاركة المجتمعية من خلال تدريب السكان المحليين على زراعة أشجار الفاكهة وتذوقها.

 

خلال السنوات الأخيرة، تعددت مبادرات زراعة الأشجار حول العالم، ففي باكستان مثلا قامت الحكومة بزراعة مليار شجرة في مقاطعة خيبر باختونخوا الشمالية الغربية، فيما تعهدت الصين بزراعة 6.6 مليون هكتار هذا العام، وهي مساحة تعادل تقريبا حجم أيرلندا. في حين يصبوا مراهق ألماني لزرع تريليون شجرة.

المضي ضد التيار

توفر الأشجار والغابات الجديدة "محاضن" أساسية للحياة البرية المحلية وتساهم إلى حد ما في حماية التنوع البيولوجي العالمي المعرض للخطر بسبب تغير طرق استخدام الأراضي وارتفاع عمليات قطع الأشجار والتصحر مما يؤثر على الغطاء الطبيعي والمساحات الغابية.

وعلى الرغم من ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن الكوكب لا يتأثر بفقدان الأشجار كما كان يعتقد في السابق، حيث قارن علماء في جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة صور الأقمار الصناعية للأرض على مدار 35 عامًا في أكبر بحث من نوعه على الإطلاق.

Photo: Google Earthتراجع مساحة الغابات في البرازيل بسبب قطع الأشجارPhoto: Google Earth

وأظهرت الدراسة أن كوكب الأرض يحتوي على أشجار أكثر مما كانت عليه قبل ثلاثة عقود ونصف. ومنذ العام 1982 تم تغطية مساحة قدرها 2.24 مليون متر مربع أي 7 في المائة من مساحة سطح الكوكب.

يظهر هذا الرسم البياني تراجع مساحة الغابات في البرازيل، لكن الأشجار الجديدة في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية زادت لتعوض الخسائر. حيث أضافت روسيا 790 ألف كيلومتر مربع، بينما زادت الصين 324 ألف كيلومتر مربع.

يختلف الغطاء الشجري بشكل كبير عن الغابات أو الغطاء الغابي، فالغابات الأولية غنية بالنباتات والحيوانات وتضيع عندما يتم تصحير الأرض. ويتشكل جزء كبير من "غابات" الأشجار الجديدة من المزارع التي توفر الخشب المستخدم في الصناعة وحقول النخيل والغابات المزروعة وهي لا تعوض فقدان النظم الإيكولوجية ذات التنوع البيولوجي الكبير.

ومع هذا يمثل مشروع مدينة الأشجار في مانشستر خطوة نحو معالجة تغير المناخ وخسارة التنوع البيولوجي على مستوى المجتمعات المحلية.

 

 

 

 

euronews

زر الذهاب إلى الأعلى