آراء

د. حسن السوداني : على مقياس السيد مارتن

هذا الصباح اشعر بالهدوء قليلا بعد مجريات يوم الأمس الداكنة! وسبب تلك الدكانة هو ما أحدثته تصريحات السيد مارتن التي أشعرتني بأجواء الحرب العالمية الثانية عندما كان الأنموذج الأكثر دموية وبشاعة في تاريخ هذا الكوكب يقود ألمانيا إلى الهاوية وأتون الجحيم!!

ذلك المقيت الذي صنف البشر وفق مقياس لا يختلف كثيرا عن ذاك الذي لوح به في حديثه المشؤوم عن المسلمين!! وقبل أن أوجه لك يارماتن  عتابا كنت أتمنى ان لا يتقدم شخص في السويد –هذا البلد الأبيض- إلى المشاركة في اللعبة السياسية قبل ان يقرا التاريخ جيدا وان ينجح في اختبارات السسيولوجيا والانثروبولجيا و علوم الاديان والطبائع البشرية!!

فبالضرورة يمكن ان  يسقط نرد اللعبة على وجه الحظ لتكون وزيرا او رئيسا للوزراء وتجد نفسك أمام تحديات تمثيل بلد بتعدد هوياته الثقافية والاجتماعية والدينية فكيف سيصار الحال وأنت لا تعرف عن تلك الكيانات شيئا!!

هل ستصبح هتلر آخر ام اولف بالما ذلك السياسي الناصع في تاريخ السويد؟ هل تعرفه يا رجل ام لم تسمع به أيضا؟

هل تعلم يا مارتن ان المجازر التي ارتكبت باسم الدين المسيحي بحق اليهود مثلا لم يجري لها مثيلا في التاريخ وهل تعلم أيضا ما فعله اليهود بأتباع المسيح حين حفروا لهم الأخدود؟

هل قرأت التوراة او الإنجيل وهل دعاك الفضول ان تقرأ القرآن الذي وصفت أتباعه بغير البشر؟ هل اطلعت على تاريخ العلوم وفتوحاتها على أيدي علماء كانوا يفترشون المخابر العلمية ويصولون في المدارس الراقية ويبعثون احدهم ويدعى بن فضلان لينير درب أجدادك الفايكنغ وهم  يعيشون في كهوف الجليد!! هل تعرف بن فضلان ؟ اجزم انك لم تسمع به مطلقا!! اسئلك أيضا هل قرأت صحافتك السويدية ام انك لا تقرا؟ هل سمعت باكتشاف عملات وآثار إسلامية في السويد كتب عليها اسم الله ومحمد وعلي قبل ان تفكر بمقياسك البذيء؟

وهل سمعت بمطرب عراقي اسمه ياس خضر يقول في أغنية مشهور( ولك لو تسوه العتب جا عاتبيتك!!) انك يا مارتن لا تستحق ان اعاتبك انا حسن السوداني حفيد بن فضلان العظيم.

 

كاتب واكاديمي عراقي 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى