أخبار

بعد “كيكي” “سحر الاختفاء”… تحديات مواقع التواصل بين التسلية والخطورة أخصائيون يوضحون

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً انتشاراً واسعاً لمجموعة تحديات يطلقها رواد شبكات الإنترنت بين الحين والآخر، حتى أصبحت حلبة للتحديات على مستوى العالم كان أشهرها تحدي "دلو الثلج" الذي بدأ لهدف نبيل وتحول إلى هوس، و"كيكي" و"زوم"، وآخرها "مقلب سحر الاختفاء" الكوميدي.

24 يسلط الضوء على أسباب الانتشار السريع لهذه الأنماط من التحديات، للوقوف على مدى تأثيرها السلبي على المجتمع، وخاصة فئة الأطفال.

يعتبر "مقلب سحر الاختفاء" آخر صيحات موجة التحديات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يقوم من خلاله مجموعة من الأشخاص بالاتفاق مسبقاً لخداع شخص آخر عن طريق إيهامه أنه أصبح مخفياً بعد تغطيته بغطاء وإزالته عنه بشكل سريع، لإضافة لمسة سحرية شائعة ليظهر أنه جدي وحقيقي، ومن ثم يتصرف الجميع بدهشة واستغراب مدعين أنه اختفى ولا يمكنهم رؤيته، ليختموا خدعتهم بالتقاط صورة لشخص منهم بجانب الضحية يظهر فيها الأول لوحده، ليتفاجأ الأخير ويصدق في بعض الأحيان الخدعة، علماً بأن الصورة يتم التقاطها مسبقاً لنفس الشخص وفي نفس المكان وبذات الوضعية لوحده.

تأثيرات سلبية
ومع أن "مقلب سحر الاختفاء" يعتبر من التحديات الممتعة والمضحكة للمشاهدين إلا أنه مخيف ويؤثر سلباً على بعض الأشخاص الذين يقع عليهم المقلب وخاصة صغار السن، إذ أكدت الأخصائية النفسية دعاء صفوت، عبر 24، أن "هذا التحدي له تأثيرات سلبية في حال وقع على الأطفال، حيث أنهم يثقون بكبار السن ويصدقون كل ما يقال لهم، فعند اقتناع الطفل بأنه اختفى سيتأثر نفسياً ويصبح مرتبكاً، وهو ما من شأنه أن يؤثر على طبيعته وحياته الاجتماعية، كما أنه سيفقد الثقة بشكل كامل بكبار السن ونصائحهم".

ورأت أن "أغلب تحديات سحر الاختفاء عبارة عن تمثيلية يقوم من خلالها مجموعة من الأصدقاء بتصوير فيديو يظهر فيه أكبر قدر من الكوميديا والمتعة عن طريق إظهار ردة فعل مضحكة من قبل الضحية بالمقلب، وذلك بهدف الوصول إلى الشهرة والحصول على أعلى المشاهدات على مواقع التواصل"، مشيرة إلى أنه "من الصعب جداً على أي شخص عاقل أن يُخدع بالمقلب ويصدق بأنه تم إخفائه".

الشهرة
وقالت إن "رواد الإنترنت يقومون في العادة بهذه التحديات بهدف الحصول على المزيد من المتابعين والإعجابات والتعليقات على حساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث أنهم يستغلون شهرة التحدي بنشر الفيديوهات بطريقة مضحكة وممتعة لكسب الأنظار والمشاهدات"، لافتة إلى أن "من يقوم بهذه التصرفات يعاني في أغلب الأحيان من مشاكل في عملية الانخراط والمشاركة على أرض الواقع فيعمل على نشر الفيديوهات عبر شبكات التواصل للفت الانتباه وكسب الشهرة بالطرق الوهمية".

وأضافت الأخصائية النفسية، أنه "عند مشاهدة المراهقين لأي تصرف خاطئ وغير مرغوب فيه بالنسبة للأهل والمجتمع سواء كان على مواقع التواصل أو غيرها، سيقوم بعمل نفس التصرف بهدف إثبات نفسه أمام أقرانه بأنه شجاع ومتحدٍ للمجتمع"، مشيرة إلى أن "ابتعاد الأهل عن أطفالهم على أرض الواقع وغياب الرقابة عليهم عند استخدامهم للإنترنت، يعتبر من أهم الأسباب التي تجعل منهم عرضة لتقليد التصرفات الخاطئة للآخرين على مواقع التواصل"، داعية إلى عدم تداول فيديوهات التحديات حتى لو كان انتقاداً لها، فتداولها يعني انتشارها بشكل أكبر.

تقليد أعمى
ومن جانبه، قال المستشار النفسي سعيد الطنيجي، إن "هذه التصرفات جميعها غربية وللأسف أغلب المراهقين في مجتمعاتنا يتبعون سياسة التقليد الأعمى للغرب من الدرجة الأولى"، لافتاً إلى أن التحديات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وقتية وليست دائمة، كما حدث في تحدي "كيكي" مؤخراً الذي انتشر بشكل واسع لمدة قصيرة.

ودعا الطنيجي الجميع إلى التكاتف في نشر الوعي أكثر في المجتمع، وخاصة المدارس لتنبيه الطلبة من خطورة هذه التصرفات ودورها السلبي في المجتمع، لافتاً إلى ضرورة وجود عقوبات رادعة للحد من انتشار هذه التصرفات.

وانطلاقاً من أن مشاهير التواصل الاجتماعي لهم التأثير الأكبر على الشباب والمراهقين من رواد المواقع، طالب المستشار النفسي بإنشاء جمعية تضم بعض المشاهير تعمل على صد هذه الظواهر عن طريق نشرهم للفيديوهات والصور التوعوية في هذا الشأن.

 
 
 
 
23
زر الذهاب إلى الأعلى