أخبار الهجرة

تونس: كيف تتم مصاحبة المهاجرين العائدين طوعا لبلادهم في بناء مشاريعهم؟

أمام تدفق المهاجرين من تونس في السنوات الأخيرة، فرضت العودة الطوعية نفسها على الكثير من مواطني هذا البلد الذين هاجروا إلى أوروبا بطريقة غير شرعية. وأطلقت الحكومة مؤخرا مشروعا بهذا الخصوص، لكن تجربة إحدى الجمعيات في جرجيس تعود لسنوات، استطاعت خلالها مصاحبة 270 مشروعا.

 

تفرض العودة الطوعية نفسها على العديد من المهاجرين بدون أوراق إقامة، خاصة أولئك القادمين مما يعرف بالبلدان الآمنة كتونس. وأطلق في الأسبوع الأول من الشهر الجاري مشروعا لإعادة إدماج المهاجرين العائدين طوعا لبلادهم بدعم مالي من الاتحاد الأوربي بلغ 800 ألف يورو.

ويهدف هذا البرنامج إلى إعادة إدماج 90 مهاجرا عادوا طوعا من المهجر بكل من ولايات بنزرت والمهدية وجندوبة وتونس. وقال المدير العام للتعاون الدولي لشؤون الهجرة بوزارة الشؤون الاجتماعية في تونس عبد القادر المهذبي إنه سيستفيد هؤلاء من دعم مالي بقيمة خمسة آلاف يورو لخلق مشاريع.

مصاحبة المهاجرين العائدين في جرجيس

وإضافة إلى الولايات التونسية المذكورة، لقد ارتبط اسم مدينة جرجيس في جنوب شرق البلاد بالهجرة. وتعد المنطقة أكبر المصدرين للمهاجرين نحو الضفة الأوروبية منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكان أول قارب للموت انطلق من هناك في 2011، إذ تدفق عدد كبير من المهاجرين غالبيتهم من التونسيين نحو أوروبا.

"الهجرة في المنطقة مكون من ثقافاتها"، يشدد رئيس جمعية التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجرجيس فيصل دشيشة. فالمنطقة لا تعتبر أول مصدر للمهاجرين في تونس نحو الضفة الشمالية، "لا تعاني من مشاكل التنمية، ووضعها أحسن من أوضاع العديد من المناطق التونسية"، يضيف دشيشة في حديث لمهاجر نيوز.

 

        أحد المشاريع التي عرفت النور بفضل مصاحبة الجمعية لها

 

 

وتضع جمعيته منذ تأسيسها إشكالية الهجرة على رأس اهتمامها. وهي الجمعية الوحيدة في تونس التي تعمل اليوم على مصاحبة المهاجرين التونسيين العائدين طوعا إلى بلادهم. وتتم هذه العملية بتعاون مع الوكالة الفرنسية للهجرة والاندماج وفق اتفاق بين الطرفين يعود إلى 2011.

من هم المهاجرون الذين يستفيدون من المصاحبة؟

وتتم مصاحبة المهاجر التونسي العائد طوعا إلى بلاده بناء على برنامج محدد، فيما لا يستفيد منه المهاجرون المرحلون. ويكون الراغب في الاستفادة من هذا البرنامج مدعوا للتوجه لأحد مكاتب وكالة الهجرة والاندماج في فرنسا، الذي يتكفل بحجز تذكرة العودة مع مد المهاجر بمبلغ يتراوح بين 300 و400 يورو للسفر، إضافة لوثيقة تؤكد أنه استفاد من المغادرة الطوعية على يد هذه الوكالة.

 

هذه الوثيقة ضرورية تمكنه من الاستفادة من برنامج المصاحبة من قبل جمعية التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجرجيس. "بدون هذه الوثيقة لا يمكن لنا أن نعرف إن كان مر من وكالة الهجرة والاندماج أو لا"، يفسر دشيشة تأكيد الجمعية على هذه الوثيقة.

كيف تتم المصاحبة؟

وتتكون هذه المصاحبة من شقين، الشق الأول يتمثل في المصاحبة النفسية، أما الشق الثاني فيركز على مشروع المهاجر وفق ما يملكه من مهارات مهنية. ثم يتم الانتقال إلى دراسة المشروع، وتتوفر الجمعية على موظفين للقيام بهذه المهمة.

 

أحد المشاريع التي صاحبتها الجمعيةأحد المشاريع التي صاحبتها الجمعية

 

 

وبعد دراسة المشروع، تقوم الجمعية بتمويله من خلال دعم الوكالة الفرنسية للهجرة والاندماج فقط، أو الالتجاء إلى طلب قروض إن استدعى حجم المشروع ذلك. "وصاحبت الجمعية 270 مشروعا، نجح منها 80 بالمئة"، يشير رئيسها دشيشة.

عدم نجاح 20 بالمئة من هذه المشاريع، يرجعه دشيشة إلى أسباب مختلفة بينها بيع أصحاب هذه المشاريع للمعدات التي اشتريت لهم لبناء مشاريعهم، أو استبدالها بمعدات أخرى لمزاولة نشاط مختلف. فيما نجحت مشاريع أخرى في ميادين مختلفة كالفلاحة والتجارة والأعمال الحرة. وتصاحب الجمعية أصحاب هذه المشاريع لمدة عام كامل.

 

 

 
 
 
 
infomigrants
زر الذهاب إلى الأعلى