أخبار

خبراء عن داعش: “عودة” تحت الأرض

حذر خبراء من أن مقاومة داعش في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه شرقي سوريا، تؤكد أن التنظيم لم يهزم بعد، ولكنه "يتحول إلى شكل جديد.. ليس أقل خطورة".

ومن المعروف أن التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق كان مستعداً للتنازل عن الأراضي التي يسيطر عليها، بهدف التحول إلى دور أكثر سرية، أقرب إلى جذوره، بحسب الخبراء.

يقول بروس هوفمان، خبير في شؤون الإرهاب بجامعة جورجتاون في واشنطن إن "داعش انتظر هزيمته على الأرض وفقدانه "الخلافة" لكي يبدأ بالتحول، مئات من مقاتلي التنظيم تمكنوا من الفرار عبر سوريا إلى تركيا، لقد اختفوا"، وفق صحيفة ديلي نيشن، اليوم الجمعة.

وفي دراسة حديثة بعنوان "عودة ثانية لداعش"، قال براندون والاس، وجينيفر كافاريلا، من معهد دراسات الحرب في واشنطن (ISW) إن داعش الإرهابي "أعاد هيكلة عملياته للعودة إلى تمرد إقليمي".

تهريب الأموال
عثر داعش على مصادر جديدة للدخل وأعاد بناء قيادته والسيطرة على قواته المتباعدة المتفرقة، من أجل الاستعداد لتمرد مستقبلي واسع النطاق في كل من سوريا والعراق"، وفق التقرير.

وتمكن داعش من تهريب الأموال إلى العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، باستخدام شركات معتمدة مثل وكلاء السيارات، ومحلات الإلكترونيات، والصيدليات، ومحلات صرف العملات، التي أقامها في العراق، كما يقول الخبراء.

وخلافاً لما يتم تداوله في وسائل الإعلام عن هزيمة داعش في سوريا والعراق، وأن التنظيم في مراحله الأخيرة، إلا أن هناك من لم يقتنع بهذه الهزيمة.

يقول سيث جونز من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS): "نحن ندخل مرحلة خطيرة للغاية"، مضيفاً: "ليس لدي أي إيمان بأن داعش قد تم سحقه وهزيمته".

تحت الأرض
إنهم بالفعل "اختبئوا تحت الأرض" كما يصف جونز، في إشارة للتنظيم الإرهابي، ويتابع "إنهم يفعلون ما يفعله كل شخص يواجه قوة مجهزة بشكل أفضل وأكثر شراسة، مع قدرات جوية وبحرية، حيث يجب أن يواجهوا ضربات جوية روسية، وصواريخ كروز".

فما هو التكتيك المتوقع في مثل هذه الحالة؟، يتساءل جونز ويجيب: "تفرق عناصرك، تذهب تحت الأرض، تبني شبكتك السرية، تقوم بعمليات اغتيال مستهدفة، عبوات ناسفة على جانب الطريق، وتنتظر الفرص".

وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، فإن عدد الهجمات المنسوبة إلى داعش في بعض المحافظات في العراق، مثل كركوك، قد تضاعف في 2018 عن هجمات العام 2017، بمتوسط ​​75 هجوماً في الشهر.
 

كما نفد داعش بانتظام عمليات اختطاف لزعماء القبائل، والمسؤولين الحكوميين، والشرطة، وأفراد القوات المسلحة.

وفي مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني، إن داعش "لم يهزم ولن ينتهي بسهولة".

وقال بارزاني: "كان داعش على الأرض، والآن أصبحوا تحت الأرض"، مشيراً إلى أنهم عادوا إلى مناطق كثيرة كانوا قد طردوا منها أقوى من ذي قبل.

هذه الرسالة السوداوية لبارزاني، أكدها مقاتل من تنظيم داعش في سوريا، الذي تحدث إلى صحيفة نيويورك تايمز، عبر "واتس آب"، معرفاً عن نفسه باسم يحيى: "هل تعتقد أن الأمريكيين يمكنهم هزيمة "دولة الخلافة"؟ إنها "حرب استنزاف"، عندما يوقف التحالف الغارات الجوية، "سنعود على الفور".

وقال: "لم نذهب نهائياً، مازلنا في سوريا حتى في المناطق التي تعتقد أننا غادرنا منها، ما زال لدينا مفجرون انتحاريون مستعدين لمهاجمتها".

ومن جهته، يؤكد هوفمان أن الولايات المتحدة وروسيا تخوضان حرب استنزاف ضد الإسلام المتطرف، وقال: "وبصراحة نحن نخسرها. هناك ما يقرب من ربع مليون مقاتل سلفي جهادي في جميع أنحاء العالم".

ويضيف "هذا هو أربعة أضعاف عدد الجهاديين في عام 2001"، عندما أطلقت القاعدة "الحرب الشاملة على الإرهاب" مع هجماتها الانتحارية على الولايات المتحدة.

وقال هوفمان إنه في الوقت الذي قد تكون العمليات العسكرية ربما حاصرت داعش، فإن عناصر "الدولة الإسلامية" يحملون في الحمض النووي الخاص بهم بذور تجددهم باستمرار، ومواصلة التجنيد والقتال". 

 
 
 
ر.خ.24
زر الذهاب إلى الأعلى