باريس: صور شخصية مجانية للمهاجرين

دانيكا جوريسيك، مصورة كرواتية، أطلقت مبادرة photos for assylum seekers -refugees  لأخذ صور شخصية للمهاجرين مجانا.

توجهت دانيكا إلى منطقة بوابة لا فيليت شمال باريس، حيث تركن الاستديو المتنقل الخاص بها في موقف سيارات، وتبدأ بأخذ الصور للمهاجرين الذين يحتاجونها لتقديم طلبات اللجوء الخاصة بهم. واستغلت المتطوعة الكرواتية حائطا أبيضا في الموقف كخلفية للصور، إذ أنها من الضروري أن تكون بيضاء اللون.

عبد الرحمن، 19 عاما، مهاجر صومالي وصل إلى فرنسا في 15 من أيار/مايو الحالي. يقيم عبد الرحمن في مخيم قناة سان دوني بالقرب من بوابة لا فيليت. كان لدى المهاجر الشاب موعدا يوم الثلاثاء الماضي مع منظمة "فرنسا أرض لجوء" لتحضير أوراقه من أجل التقدم بطلب لجوء، وكان ينقصه صور شخصية للطلب. أحد المتطوعين في المخيم أخبره عن مبادرة دانيكا جوريسيك وأرشده إلى موقعها.

قالت دانيكا، المتطوعة مع اللاجئين والمهاجرين في مخيم قناة سان دوني منذ مدة، "لاحظت أن لدى اللاجئين صعوبة في الحصول على صور شخصية لاستكمال طلباتهم، إذ أنهم لا يملكون مبلغ 5 يورو من أجل طباعتها. فارتأيت أن أحضر إلى هنا مع معداتي وأن آخذ صورهم وأطبعها في منزلي وأحضرها لهم في اليوم التالي".

أكثر من 300 صورة خلال أيار

بالقرب من مكان أخذ الصور يمكنك أن ترى لاجئين آخرين يقفون بوجوه بشوشة، "أخذ الصور هو مناسبة لتبادل الأحاديث والتعرف على بعضهم البعض"، تقول المتطوعة الشابة.

وعادة، تحتاج دانيكا لبعض الوقت قبل أن تلتقط الصورة، فوزارة الداخلية وضعت قوانين صارمة حيال الصور المسموح استخدامها في المعاملات الرسمية، "عليك أن تنظر في الكاميرا وتمسح التعابير عن وجهك وأن تغلق فمك… ممنوع الابتسام والحجاب وحتى النظارات الطبية إن كان لها إطار سميك"، تردد المصورة الكرواتية التي حفظت كل تلك القوانين.

منذ بداية أيار/مايو، التقطت دانيكا أكثر من 300 صورة لطالبي اللجوء الذين عادة ما يأتون للقائها أمام بوابة لا فيليت أو أمام محطة مترو جوريس.

صباح الثلاثاء الماضي، حضرت مجموعة من المتطوعين لمساعدة دانيكا، وذلك بفضل نداء وضعته المتطوعة الشابة على فيس بوك. لم يعرفوا بعض من قبل، ما جمعهم هو رغبتهم بتقديم العون لطالبي اللجوء.

إحدى المتطوعات، وتدعى ماريون، تعمل في وزارة الثقافة. دومينيك وتينا وآن وإيمانويل، هم أيضا جاؤوا لمد يد المساعدة، وجميعهم مصورين. جلب المتطوعون معهم المئات من عبوات الحبر الخاص بطابعات الكمبيوتر إضافة إلى الورق اللامع الخاص بالصور. تشدد دانيكا على أن "الجزء الأصعب هو أن تجد اللاجئين الذين يحتاجون لأن تؤخذ صورهم وتحضرهم إلى هنا كي نلتقط لهم الصور ثم نعود لنبحث عنهم لنسلمهم إياها".

"منهم من يغادر باريس"

تحمل دانيكا صورا لأحد المهاجرين، تقترب من ثلاثة سودانيين لتسألهم إن كانوا يعرفون صاحب الصور. "إنه إريتري، لم يعد ليأخذ صوره"، وتضيف دانيكا "أسبوعيا نلتقط الصور لأكثر من 40 مهاجرا، وغالبا ما يختفي منهم اثنان أو ثلاثة، لا يعودون أبدا. أعتقد أنهم إما يغادروا باريس أو يتم ترحيلهم من المنطقة نتيجة انطباق أحكام اتفاقية دبلن عليهم".

في جوريس وفي مخيم سان دوني، علقت دانيكا ملصقات بالعربية والدارية والبشتونية (أفغانستان) والتغرينية (إريتريا) للإعلان عن مكان وزمان التقاط الصور للراغبين.

تفضل المصورة الشابة أن تتم جلسات التقاط الصور خارج المخيم لأسباب متعلقة بالأمن وبالحفاظ على خصوصية المهاجرين. "اكتساب ثقة اللاجئين تحد حقيقي" تشرح دانيكا، "غالبا ما نصادف مهاجرين متشككين بطبيعة العمل الذي نقوم به، فلا يأتون لأخذ الصور علما أنهم بحاجة إليها. إنهم يخشون أن ننشرها على وسائل التواصل أو أن نستخدمها لإلحاق الضرر بهم. نحن نأخذ عملنا بمنتهى الجدية ولا نرى الصور لأي كان إلا لأصحابها، ففي النهاية صورهم ملكهم هم".

مكان وزمان الجلسات

وتجري جلسات التصوير الخاصة بمبادرة "صور لطالبي اللجوء" كل سبت الساعة 12 ظهرا عند بوابة لا فيليت، تحديدا عند تقاطع شارع ماكدونالد. والساعة الثانية بعد الظهر عند مخرج مترو جوريس، على زاوية تقاطع شارع لا فيليت وجسر جيماب. ويمكنكم الاطلاع على التوقيتات وتفاصيل أخرى على صفحة المبادرة على فيس بوك "assylum seekers photos for  -refugees

وللاطلاع على شروط وقواعد الصور الشخصية الخاصة بالإجراءات الرسمية يمكنكم زيارة الموقع التالي

https://www.service-public.fr/particuliers/vosdroits/F10619

infomigrants