أخبار

كان فقيراً معدماً ولم ينتبه لثروته حتى قرأها بالصحف.. قصة نجاح «أمانسيو» صاحب محلات ZARA

للصبر والإصرار والعزيمة ثمن وقيمة بلا شك، فإذا ما أضفنا إليها الابتكار والتعلم والمثابرة والتفكير خارج الصندوق فلا عجب أن تكون نتيجتها هو أثرى أثرياء “إسبانيا”.. بطلنا اليوم هو “أمانسيو أورتيغا” مؤسس مجموعة  ZARA  للملابس، الذي بدأ حياته كعامل توصيل ملابس للطبقة الثرية من المجتمع فجعل أول أهدافه لاحقاً “أن يجعل الموضة أكثر ديمقراطية؛ من خلال توفيرها لجميع طبقات المجتمع” وقد كان..

 

جاء مولد “Amancio Ortega ”لأسرة فقيرة في ليون عام 1936، ارتحلت الأسرة تحت وطء الظروف الاقتصادية إلى شمال غرب اسبانيا    وتحديداً إلى المنطقة الصناعية بمدينة “لا كورونا”. عمل والده في السكك الحديدية، واضطر بعدها “أمانسيو” إلى ترك الدراسة ليعمل ويساهم في نفقات أسرته. وظيفته الأولى كانت عامل توصيل الملابس الغالية للطبقة الثرية من المجتمع، من هذه المهام اليومية انطلقت الشرارة الأولى في عقله بفكرة “تصنيع ملابس على الموضة تناسب كل طبقات المجتمع”..

 

بعد عامين أصبح “مساعد خياط” في نفس الشركة، مما أكسبه المزيد من الخبرات التي ستفيده فيما بعد. وبفضل العمل الشاق والتعلم المستمر ترقى ليصبح “مدير” أحد متاجر الملابس الشهيرة في “لا كورونا” حيث بدأ.

 

حينها بدأ “أمانسيو أورتيغا” في التفكير بحلول لخفض تكلفة الإنتاج على مصانع الملابس، ليتمكن من البيع بأسعار مناسبة ومعقولة لكافة طبقات المجتمع. فانطلق لشراء أول مجموعة من الأقمشة الرخيصة الثمن، وأمضى كل أيام إجازاته في منزل العائلة مستعيناً بخبراته في التفصيل والتصميم محاولاً قص وتقطيع الأقمشة يدوياً بدون آلات المصنع. وما هي إلا فترة وجيزة حتى استطاع بيع أول مجموعة من “ملابس النوم” من إنتاجه بأسعار بسيطة، بدأت أعماله تنمو ومن أرباحه وما ادخره سابقاً أسس أول مصنع له عام 1963 وهو لم يتجاوز 27 من عمره بعد..

دارت عجلة التصنيع والبيع خلال الأعوام، وكان “أمانسيو” يقوم بتوزيع منتجاته على المتاجر الكبرى بنفسه في جميع أنحاء إسبانيا. فى عام 1975 قرر إطلاق علامته التجارية الشهيرة الآن ZARA وقام بافتتاح المتجر الأول لها في أشهر مركز تجاري في “لا كورونا” مما كان له أثر بالغ في اشتهارها وذيوع صيتها. حافظت العلامة التجارية الجديدة على مفهوم “ملابس على الموضة بأسعار مناسبة” وانتشرت فروعها في أرجاء إسبانيا كلها..

 

لم يكتف بنجاح العلامة التجارية ZARA وفي عام 1985 أسس مع زوجته “روزاليا” مجموعة ( اندتيكس   Inditex) لتصبح العلامة التجارية الأم وتندرج تحتها جميع العلامات الأخرى.. وهو ما بدأ فيه مباشرة فنشأت تحت هذه المظلة العلامات التجارية التالية: “ماسيمو ديوتي”، “بول إن بير” لتناسب جميع أذواق المجتمع. وفي عام 1989 كان موعده مع المتجر رقم 100 لمنتجاته..

 

واصلت “إندتيكس” تقدمها وازدهارها حتى أعلن “أمانسيو” نيته في إدراجها في سوق “مدريد” للأوراق المالية عام 2000، وفي أول يوم تداول ارتفع السهم بقيمة 22% ليصبح بطلنا أثرى أثرياء إسبانيا، وتصبح “إندتيكس” أكبر مجموعة صناعية في إسبانيا وثالث أكبر مجموعة لصناعة الملابس في العالم كله. المجموعة التي اختصرت دورة حياة المنتج من التصميم حتى العرض في المتاجر من 6 أشهر إلى أسبوعين فقط..

 

يقول “امانسيو اورتيغا  “: لم أنتبه لحجم ثروتي حتى قرأت في مجلة “فوربس” الأميركية أنني أصبحت أثرى رجل في إسبانيا، وثامن أغنى رجل في العالم بثروة تخطت وقتها حاجز 24 مليار دولار. وبالطبع يجب ألا تثير النقود انتباه الرجل الذي بدأ حياته بحلم توفير ملابس على الموضة لمن يملك، ومن لا يملك على السواء.. وهو ينصح كل صاحب طموح قائلاً: لا تنظر إلى ما انتهيت إليه، وانظر كيف بدأت..

 

بقي أن نعلم أن “أمانسيو” لا يلجأ للإعلان عن منتجاته وشركاته مطلقاً، مكتفياً بالدعاية الناتجة عن جودة المنتج.. وتقوم مجموعة علاماته التجارية بإطلاق 100 ألف تصميم سنوياً.. بطل قصتنا اليوم قد تم تصنيفه في مارس 2014 الماضي، كرابع أثرى شخص في العالم بثروة تخطت 64 مليار دولار.. وهو درس آخر لنا بأن من يتبع حلمه وشغفه، ستتبعه الأموال من تلقاء نفسها..

 

 

 

 

 

 

arabicpost  ر.خ
زر الذهاب إلى الأعلى