هنا السويد

تاريخ السويد ـ من العصر الجليدي إلى العصر الحديث

informationsverige

العصر القديم

أنّ العصر القديم هو فترة زمنية مرّت منذ وقت بعيد جداً. ويمكن أن يُطلق عليها أيضاً عصور ما قبل التاريخ. فقبل 15,000 سنة كانت السويد بأكملها مغطاة بالجليد. هذه الفترة تُسمى العصر الجليدي. بعد 3000 سنة إختفى الجليد من جنوب السويد وبدأت النبات بالنموّ وجاءت الحيوانات والبشر. عاش البشر على الصيد، وصيد الأسماك وجمع النباتات التي كان من الممكن أكلها.

قبل ما يقارب من 6000 سنة بدأ الناس في السويد تعلّم زراعة النباتات وتربية الحيوانات. فبدأوا في استخدام أدوات من الحجر والخشب. ولذلك تمت تسمية هذه الفترة العصر الحجري.

قبل نحوّ 1500 سنة من التاريخ الميلادي/الأفرنجي بدأ الناس في السويد بتصنيع الأشياء من المعادن والبرونز. وتُسمى هذه الفترة العصر البرونزي. الآن بدأ الناس في شراء وبيع الأشياء في أوروبا.

قبل ما يقارب 500 سنة من التاريخ الميلادي/الأفرنجي بدأ الناس في السويد بإستخدام أشياء من الحديد. وتُسمى هذه الفترة العصر الحديدي.

الى اليسار: الشاهد الحجري الرونيّ هو حجر عليه نقوش رونية. الرونية هي رموز كتابة عمرها أكثر من 1000 سنة.
الى اليمين: في الصورة سفينة تمّ بناءها بنفس الطريقة التي كانت تُبنى بها السفن في زمن الفايكنغ.
تصوير: كولوربوكس (Colourbox)

عصر الفايكنج

الفترة التي تمتّد بين القرن التاسع والقرن الحادي عشر تُسمى عصر الفايكنج. كان الفايكنج ماهرين في بناء القوارب وكانوا معتادين على الإبحار بالزوارق الشراعية في عرض البحر. فكانوا يقاتلون ويتاجرون مع العديد من البلدان الأخرى. أستولى الفايكنج على السلطة في عدة بلدان في شمال أوروبا.

العصور الوسطى

في تاريخ السويد وُضِع الحد الفاصل للعصور الوسطى من حوالي سنة 1000 حتى عشرينات القرن السادس عشر.

قبل وصول المسيحية إلى السويد كان الناس يؤمنون بالعديد من الآلهة. الآلهة الأكثر شهرة هي أودين (Oden)، تور (Tor) و فريا (Freja). وتُسمّى ديانة الآيسِر (asatro).

عندما وصلت الديانة المسيحية إلى السويد تغير المجتمع. السويد حصلت على أول ملك مسيحي لها، أولوف شوتكونونغ (Olof Skötkonung)، في حوالي سنة 1000 بعد الميلاد. خلال القرن الثالث عشر حدث الكثير من الأمور. فأصبحت الزراعة والتجارة أكثر تنظيماً. وتمَّ بناء مدن جديدة. وقُسمّت السويد إلى مقاطعات. وكان لكل مقاطعة قانونها الخاص. في البداية كانت هناك قوانين شفوية ولكنها لم تكن مدونة على ورق. تمّ تدوين أول القوانين في القرن الثالث عشر.


بيوت تاريخية.
تصوير: كولوربوكس (Colourbox)

في العصور الوسطى تمَّ تطوير برلمان سويدي يقوم بأخذ قرارات حول القوانين السارية في البلد. تم تقسيم البرلمان إلى أربعة أجزاء: طبقة النبلاء، رجال الدين، الإقطاعيين/البرجوازيين، والفلاحين. كان النبلاء يشكّلون طبقة لها سلطة وحقوق تنحدّر من خلال التوارث.

رجال الدين حصلوا على الكثير من السلطة على السكان وإمتلكوا 20 في المائة من أفضل أراضي السويد. والبرجوازيون كانوا يتحكمون بالتجارة والحرف اليدوية في المدن. أما كبار المزارعين/الإقطاعيين فكانوا يتحكمون بالحياة في الريف. وكان الفلاحون يعيشون في الريف فهناك كانوا يعملون في زراعة الأرض وتربية الحيوانات.

اتحاد الشمال

خلال أواخر العصور الوسطى دار صراع بين الدنمارك والنرويج والسويد حول من سيحكم الشمال. في سنة 1397 وقعت دول الشمال على الإتفاقية التي عُرفِت بإسم إتحاد كالمار. وكنتيجة لاتحاد كالمار أصبحت جميع البلدان بلداً واحداً.

عصر القوّة العظمى

خلال القرن السادس عشر جرت أحداث مهمة في العالم. فقد سافر كولومبوس الى أمريكا. وإخترع جوتنبرج فن طباعة الكتب. وفقد البابا، الذي كان يقود الكنيسة الكاثوليكية من روما،السيطرة على جزء كبير من كنيسته.

الكثير من الناس في السويد كانوا غير راضين عن اسلوب حكم الملك الدنماركي للاتحاد. مذبحة ستوكهولم حادثة شهيرة وقعت عندما قام الملك الدنماركي بقطع رؤوس 100 من النبلاء في ستوكهولم. بعد المذبحة أعلن السويديون التمرد. وكان غوستاف فاسا (Gustav Vasa)هو الذي جمع جيشاً سويدياً واستحوّذ على السلطة من ملك الدنمارك. بعد ذلك أصبح غوستاف فاسا ملكاً في يوم 6 حزيران/يونيو سنة 1523. ساد السلام في السويد ونجح الملك في توحيد البلاد. بذلك أصبح 6 حزيران/يونيو العيد الوطني للسويد. 

عندما كان غوستاف فاسا ملكاً تغيرت الكنيسة. إذ أثرّ القس الالماني مارتن لوثر (Martin Luther) كثيراً على الكنيسة السويدية. كان لدى مارتن لوثر العديد من الأفكار الجديدة حول كيف ينبغي للكنيسة أن تكون. والكنيسة التي كانت لغاية ذلك الحين كاثوليكية أصبحت بروتستانتية. وبذلك كان على الكنيسة التخلّي عن الكثير من الأراضي وكان عليها أن تدفع الضرائب إلى الدولة التي أصبحت أقوى. في الوقت نفسه حصل البرلمان (الريكسداغن) على المزيد من السلطة.

من منتصف القرن السادس عشر لغاية بداية القرن الثامن عشر خاضت السويد عدة حروب حول بحر البلطيق. وكان بحر البلطيق بحراً مهماً للتجارة. ودارت الحروب  للسيطرة على بحر البلطيق. كما شاركت السويد في حرب دينية أستمرت لثلاثين عاماً بين السنوات 1618-1648. كما خاضت السويد حرباً مع الدنمارك وروسيا وبولندا وألمانيا وسيطرت على أجزاء كبيرة في بحر البلطيق. في منتصف القرن السابع عشر إستولت السويد على أجزاء كبيرة من شمال ألمانيا وبولندا. لقد أصبحت السويد حينئذٍ قوة عظمى.

بالإضافة إلى المساحة التي تتكون منها السويد اليوم فقد كانت فنلندا، أستونيا، لاتفيا، وأجزاء من روسيا وألمانيا تقع تحت سيطرة السويد. لاحقاً أجبر ملك السويد كارل الثاني عشر (Karl XII) على التخلي عن المناطق التي تقع خارج ما هي الآن السويد لأنه خسر عدة حروب. في 1721 حل السلام في السويد من جديد وكان زمن البلد الذي أصبح قوة عظمى حول بحر البلطيق قد انتهى. 

 

مطبخ القصر الكبير في قصر ليك أو (Läckö slott). المطبخ من القرن السابع عشر.
تصوير: لينارت هيغلوند (Lennart Haglund)

عصر الحرية، عصر التنوير والثورات

بعد سقوط الإمبراطورية السويدية وموت الملك تم تطبيق شكل جديد من نظام الحكم في السويد. إذّ تم توزيع السلطة في المجتمع وكانت هذه بداية لفترة فيها المزيد من الحرية ولذلك سُميت لاحقاً بعصر الحرية. ومورست أعلى سُلطة من قبل طبقات البرلمان الأربعة: النبلاء، رجال الدين، الإقطاعيين/البرجوازيين والفلاحين. كان لكل فئة صوت في المسائل المتعلقة بالقوانين والضرائب الجديدة. البرلمان السويدي (الريكسداغن)الجديد لم يكن منتخباً بصورة ديمقراطية ولكنه كان على أي حال فريداً في تمثيله في ذلك الوقت.

بذلت السويد جهداً في عصر الحرية في مجال تحسين إقتصاد البلد من خلال الإستثمار في البحوث المتعلقة بالعلوم الطبيعية. من خلال اكتساب المعرفة حول الموارد الطبيعية تصبح السويد بذلك مكتفية ذاتياً وتتجنب الإستيراد. لذلك تمّ في سنة 1740 إستحداث أكاديمية علمية.

في القرن الثامن عشر بدأت أيضا فترة سُميت عصر التنوير. حيث تحسنت الحالة الاقتصادية في العديد من دول أوروبا. خلال القرن الثامن عشر حدثت العديد من التغييرات الكبيرة في أوروبا، من بينها أن السكان أصبحوا قادرين على القراءة والكتابة على نحو متزايد وبدأوا لذلك يشككون في سلطة الكنيسة والنبلاء في المجتمع. تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، جنبا إلى جنب مع أفكار التنوير، ساهمت في الإصلاحات وإجتاحت الثورات المجتمع القديم في أوروبا وأمريكا. الثورة الأكثر شهرة خلال هذه الفترة هي الثورة الفرنسية سنة 1789.

في سنة 1771 أصبح غوستاف الثالث (Gustav III) ملكاً للسويد. عندما بدأت أحزاب سياسية مختلفة بمحاربة بعضها البعض قام بتنفيذ إنقلاب سنة 1772. فقد حاول الحصول على المزيد من السلطة لكي يتمكن من حكم البلاد بنفسه. عندها إنتهى عصر الحرية. وقد وّلدَ هذا إنتقادات كبيرة وتم إغتيال غوستاف الثالث بإطلاق النار عليه في حفلة تنكرية سنة 1792.

السويد في القرن التاسع عشر

غوستاف الرابع أدولف (Gustav IV Adolf) كان ملكاً على السويد 1796 و 1809. وخلال فترة حكمه كانت السويد في حالة حرب مع روسيا. خسر غوستاف الرابع أدولف الحرب، وكان على السويد ترك فنلندا إلى روسيا. من سنة 1815، عمّ السلام في السويد. عدم الرضا عن حكم غوستاف الرابع أدولف وسياسته الحربية الفاشلة أدت اى أنه إضطر في 1809 إلى تسليم العرش لعمه، كارل الثالث عشر (Karl XIII). وفي الوقت نفسه إتخذ البرلمان أربعة قوانين أساسية، من بينها قانون شكل الحكومة الذي قلل من سلطة الملك. القوانين الأساسية الأربعة التي شُرّعت 1809 هي: 

  • شكل الحكومة مع القواعد التي تحكمّ كيف ينبغي تنظيم الدولة السويدية.
  • نظام التعاقب الذي يُبيّن كيف يجب وراثة العرش.
  • قانون حرية الطباعة الذي يحمي الكلمة الحرّة اذا كانت على شكل مطبوع.
  • نظام البرلمان (الريكسداغن) الذي قررّ أن يضمّ البرلمان الفئات الاربع النبلاء، رجال الدين، الإقطاعيين/البرجوازيين والفلاحين.

لم يكن لكارل الثالث عشر أي أطفال يمكنهم وراثة العرش. عندها قام الملك بتبني الفرنسي جان بابتيست برنادوت (Jean Baptiste Bernadotte) لكي يصبح ملكاً للسويد. أسسّ جان بابتيست برنادوت إتحاد بين السويد والنرويج إستمر ما يقارب من 100 سنة. سنة 1865 اختفت طبقات البرلمان الأربعة (النبلاء، رجال الدين، البرجوازيين/الإقطاعيين والفلاحين). بدلاً عن ذلك حصل البرلمان على قسمين سُميا مجلس.

في القرن التاسع عشر إزداد عدد السكان في السويد. في بداية القرن التاسع عشر كان البلد يضم 2,4 مليون نسمة وفي سنة 1900 كان هناك 5,1 مليون شخص يعيشون في السويد. الزيادة أدت إلى أن الكثير من الناس إضطروا للبحث عن عمل في أماكن أخرى غير التي كانوا يعيشون فيها. الكثير من الناس إنتقلوا من الريف إلى المدن في السويد والعديد هاجر إلى أمريكا. بين السنوات 1865 و 1914 انتقل ما يقارب من مليون سويدي إلى أمريكا.

التصنيع

التصنيع جاء في وقت لاحق إلى دول الشمال مقارنة بالعديد من الدول الأخرى في أوروبا. في منتصف القرن التاسع عشر كان معظم السويديين لا يزالون يعيشون على الزراعة. في ستينات القرن التاسع عشر بدأت السويد ببناء السكك الحديدية. بفضل السكك الحديدية تمكن السويديون من بيع الخشب والحديد إلى دول أخرى. وتمّ بناء صناعات كبيرة وأصبحت وتيرة العمل أسرع باستخدام المكائن الجديدة. 

منجم النحاس فالو، واحد من معالم التراث الثقافي العالمي.
تصوير: كولوربوكس (Colourbox)

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى